شاطئ اكادير أصبح اقرب الشواطئ إلى مراكش

الطريق السيار وتأثيراته المتوقعة على القطاع السياحي والاقتصادية بالجهة

خلف حدث افتتاح الطريق السيار مراكش أكادير ارتياحا كبيرا وسط ساكنة مدينة أكادير وجهة سوس ماسة درعة وخلف أيضا ارتياحا أكبر في صفوف الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين وفي صفوف المنتخبين ( السياسيين لم يصلنا منهم أي شيء)، ويبين فحوى الملف الذي ننشره عمق هذا الارتياح لدى بعض المسؤولين الذين حضروا يوم تدشين الطريق السيار مراكش أكادير، لما سيكون لهذا المشروع من انعكاسات إيجابية على التنمية "بضفتي" الطريق السيار.
وقد قال البعض انه انجاز تاريخي واعتبره البعض الأخر حلما تحقق وأكدت جهات أخرى انه حدث القرن، وإذا كنا نشاطر هؤلاء في تفاؤلهم فإننا ننبه إلى أن التفاؤل المبالغ فيه يختزل أيضا بعضا من العجز خاصة وأننا فعلا أمام انجاز تاريخي مهم ولكن أهميته مرهونة بما أعددنا له من تغيرات تمس التفكير والدراسة والانجاز والتتبع والتقويم.
لسنا متشائمين، ولكن لا أحد ممن استمعنا إليهم في ملفنا وممن اطلاعنا على أرائهم عبر وسائل الإعلام المختلفة استطاع أن يتحدث عن الانعكاسات السلبية لهذا الطريق مثلا ، أو على الأقل طرح من قبل سؤالا في ندوة أو في يوم دراسي الخ ، رغم أن السؤال يبدو بديهيا، ولكنه له أهميته الإستراتيجية، حول "انعكاسات الطريق السيار أكادير مراكش على الديناميكية الاقتصادية بالمدينة وبالجهة، وأهمية السؤال تكمن في جدية إعداد الفاعلين الاقتصاديين، والاجتماعيين وكذا السياسيين لاستقبال المشروع ، ليس بالكلام المنمق ولكن بالأوراش الدراسية حول هذه الإنعكاسات وبتوفير بنيات تحتية في القطاعات الحيوية لاقتصاد الجهة والتخطيط القبلي للتحول الذي ستشهده الجهة بسبب تسهيل عملية النقل البري الذي أصبح الطريق السيار يوفره للمنطقة، فمن بادر من مؤسساتنا وفاعلينا في الإنخراط في هذا الورش الإعدادي والقبلي بشكل متواز مع انطلاق الأشغال في انجاز هذا الطريق؟ السؤال لا نملك له أجوبة مقنعة، اللهم إذا كانت هناك جهات قامت بذلك سريا !
بعيدا عن هذا التشاؤم بادرت غرفة التجارة والصناعة والخدمات لأكادير في دورتها الثالثة بتارودانت، في طرح سؤالنا السابق بجرأة كبيرة، وخصصت له جلسة صباحية كاملة، رغم أن من قدم عرض "انعكاسات الطريق السيار على الديناميكية الإقتصادية بالجهة" جاءنا من الرباط، "مدير الطرق بوزارة التجهيز"، وكان بالأحرى أن يتناول الموضوع مسؤولو القطاعات الحيوية الثلاثة بالجهة ( الصيد البحري - السياحة - الفلاحة) لخبرتهم ولاحتكاكهم بقطاعاتهم ويعرفون جيدا التفاصيل المتعلقة بهذه الانعكاسات، وهل فعلا لهذا الطريق انعكاسات ما ! على مستقبل قطاعاتهم.. أما عرض المسؤول الوزاري، الذي كان ذات أهمية، فهو مجرد توقعات من بعيد من المركز، فأين نحن من اللامركزية والجهوية الموسعة في هذا الموضوع؟
هذه المبادرة الحميدة لغرفة التجارة والصناعة والخدمات كشفت بشكل كبير حاجة المدينة وجهتها إلى دراسة عميقة حول موضوع الطريق السيار( أكد الرئيس سعيد الضور خلال كلمته أن الغرفة بصدد إعداد يوم دراسي حول الموضوع) وسبل فك العزلة عن مناطق عديدة بالجهة خاصة أنها اليوم تضم عمالتين و7 أقاليم مترامية الأطراف تنتظر تنمية شاملة، خاصة في مجال البنيات التحتية بما فيها من طرق، لربط مدن الجهة بالطريق السيار، فما هي إذن الإنعكاسات الحقيقية للطريق السيار على مستقبل اقتصاد المدينة والجهة؟ وهل من سلبيات في هذه الإنعكاسات؟ وهل اقتصاد جهة سوس ماسة درعة في مقدوره مواجهة اقتصاد جهة تانسيفت؟ وهل لمدينة أكادير مقومات لاسترجاع بريقها السياحي أمام مدينة مراكش؟ التي سلبتها رتبتها في هذا القطاع منذ مدة؟ هل الطريق السيار سيخلق تكاملا بين مدينة الانبعاث ومدينة الحمراء أم سيفتح مواجهة تنافسية بين المدينتين؟ أسئلة عديدة نطرحها، وأخرى تفرض نفسها بمناسبة افتتاح الطريق السيارـ أكادير مراكش، فهل من مجيب؟

الطريق السيار وتأثيراته المتوقعة على القطاع السياحي

تستغرق الحافلات السياحية لقطع مسافة 233 كلم على الطريق السيار، ساعتين على أكثر تقدير، عكس الطريق الوطنية حيث تستغرق مدة 3 ساعات و45 دقيقة، بالإضافة إلى 30 دقيقة للاستراحة علما أن سرعة هذه الحافلات لا تتعدى 85 كلم في الساعة.
وبذلك سيكون انعكاسها إيجابيا على كلفة النقل، مما سيمكن وكالات الأسفار من خفض ثمن الرحلة بين مراكش وأكادير. كما يمتاز الطريق السيار بعبوره بنفق طوله 652 مترا تحت جبال الأطلس على ارتفاع 960 مترا، مما يجعله وجهة للسياح الوافدين من جل المدن المغربية، وبالتالي ارتفاع مبيعات السوق الوطنية، ومن المؤكد أن افتتاح هذا الطريق السريع سيؤدي إلى تدفق هائل من كلتا الجهتين، خصوصا باتجاه أكادير،حيث أن شاطئ أكادير أصبح أقرب الشواطئ إلى مراكش.
لهذا من المتوقع استقبال000 245 سائح مغربي في غضون سنة 2011 بعدما تم استقبال 168000 سائح فقط في سنة 2009، حيث شكل نصيب السوق الوطني بأكادير حاليا نسبة 24 بالمائة في عدد الوافدين على الصعيد الوطني، وبحلول سنة 2011 ستعرف هذه النسبة تطورا ملحوظا إلى 35 بالمائة، و45 بالمائة في سنة 2015. وبذلك ستتمكن الوجهة السياحية لأكادير من تجنب تداعيات الأزمات السياحية العالمية باعتمادها على غرار الدول الاوروبية سياسة السياحة الداخلية.

ومن الملاحظ كذلك أن السياحة بمراكش، سياحة ثقافية حضارية بينما بأكادير فهي سياحة شاطئية مع اهتمام متزايد بالسياحة الخلفية ذات الطابع الجبلي التراثي والبيئي أي أن أكادير يتسم بازدواجية السياحة، مما تجعلها الوجهة المثلى للسياح، وبذلك ستتمكن المدينة من تسويق منتوجين متكاملين في منتوج واحد بالنسبة للأسواق العالمية، أي أن أكادير ستستفيد من سواح مراكش وكذلك الشأن بالنسبة لمراكش.
وقد عقد المجلس الجهوي للسياحة اجتماعا مع المكتب الوطني للسياحة، وكذلك مع نظيره لمراكش تانسيفت واتفق الجميع على إستراتيجية للتسويق المشترك، وبذلك ستتمكن المنطقة من عرض منتوج متكامل شاطئ تراثي وثقافي، ومن المتوقع الزيادة في عدد السواح بالنسبة لأكادير ومراكش.
وفي ما يخص الإشهار والدعاية فقد عقد المجلس المذكور مؤخرا اجتماعا هاما مع المكتب الوطني للسياحة، واتفق على خطة إشهارية بكلف 980 ألف درهم ستبدأ في غضون الأيام المقبلة وتخص الإذاعات والصحف والمجلات والملصقات وجميع أنواع الإشهار.

توصيف المسار

إن الطريق السيار مراكش- أكادير، والبالغ طوله نحو 230.5 كلم، يقدم الخدمات لمراكش وأكادير وشيشاوة والمركز الحضري لإمينتانوت. ويتألف الطريق السيار من ستة مقاطع وظيفية، وهي مفرق مراكش – محول مراكش غربا – شيشاوة، وشيشاوة- إمينتانوت، و إيمينتانوت – أركانة، وأركانة – أمسكرود- أكادير.
يتفرع مسار الطريق السيار سطات- مراكش في منطقة جبيلات المصمتة ويسلك الممر المتيسر الوحيد في هذه التضاريس المغلقة. ويمر بفج جنوب جبل صعدة ليلتقي بالطريق الوطنية رقم 7 عند النقطة الكيلومترية 17. وتقع نقطة عبور واد تانسيفت على حوالي 10 كلم. وانطلاقا من هذا الواد وحتى بلوغ محول مراكش غربا، يمر المسار على امتداد منطقة سهلية متاخمة للمدار المسقي للحوز. ويعبر المسار الطريق الوطنية رقم 8 ويمتد بشكل مستقيم في الاتجاه الجنوب الغربي صوب شيشاوة حيث يلتف حولها من جهة الشرق. وتقع نقطة التحويل لتقديم الخدمات للمدينة على مستوى الطريق الجهوية رقم 2022.
ويعبر الطريق السيار، في إطار هذا القسم الأول، ثلاث نقط مائية هامة، وهي واد تانسيفت وواد نفيس وواد بولخراص ويتم عبورها بفضل إنجاز جسور يبلغ طولها الإجمالي 685م.
ويمتد المسار، بعد مروره على شيشاوة، وعلى السهل ويعبر عدة نقط مائية أهمها واد بو أنفير. والطريق الوطنية رقم 8 والطريق الجهوية رقم 214 ويزوغ عن دوار إيمين نغز ودوار أكركساون. و يمر إثر ذلك غرب إيمينتانوت ويشرع رويدا في الصعود صوب الأكتاف الجبلية الملوثة التي يتميز بها الأطلس الكبير، ثم يغادر هضبة الحوز.
ويمتد المشروع، بعد مروره على إيمينتانوت، على نحو 12 كلم في منطقة وعرة على طول واد أمزناز. ويقع المسار على علو 1000 م ويتحاشى الوادي الغني لزاوية ملال حيث يلتف حوله غربا. ويتضمن المشروع إنجاز نفق يبلغ طوله 562 م قصد عبور هذه المنطقة. ثم يتجه المسار صوب الجنوب الشرقي لينحدر صوب الجزء الوعر من الممر الضيق الواقع على هذا مستوى بشكل شبه متوازي مع الطريق الرئيسية 2003، وهو يتحاشى الدواوير الواقعة بالمنطقة، ثم يغير اتجاه ليبلغ أركانة، وهو يأخد نفس اتجاه واد ايت موسى ويمتد على تضاريس وعرة نسبيا. ويقع محول الطريق لأركانة على بعد 5 كلم من المسار.
ويرتبط مع الطريق الوطنية رقم 8 عبر طريق سريع حضري يمتد على حارة خاصة بطول يبلغ 1.2 كلم.
ويمتد الطريق السيار، من أركانة الى تاسدمت، بشكل متواز مع الطريق. و يمكث المسار على شمال الطريق ويمر بعيدا عن حدود خزان سد عبد المومن. ويعبر الطريق السيار مرة أخرى الطريق الوطنية رقم 8 بعد الطريق الدائري لتاسدمت من جهة الشمال، ثم يعبر مرتفع تزي الحجاج الذي يبلغ ارتفاعه 1000م ويمتد على طول 7 كلم. وبعد عبور المرتفع ، يشرع موقع المسار في انحدار ويمتد الى حدود تجمع أمسكرود. ويمتد المشروع بموازاة مع طريق السيار بموازاة مع مسار الطريق الوطنية رقم 8، مرة أخرى، الى أن يبلغ ايت باش. وانطلاقا من هذه النقطة، يكف المسار عن اتباع الطريق الوطنية رقم 8، غير أنه يبقى على بعد حوالي 1 كلم وهو يواصل انحداره صوب أمسكرود. وبعد الالتفاف على التجمع، يغير المسار اتجاهه نحو الغربي في تضاريس سهلية لكي يرتبط مع الطريق الوطنية على نقطة تقع قبل الطريق الرئيسية 1010 بقليل.

الطريق السيار يتضمن أول نفق يتم إنجازه على شبكة الطرق السيارة بالمغرب

يتضمن الطريق السيار مراكش- أكادير عدة منشآت هندسية من بينها أول نفق يتم إنجازه على شبكة الطرق السيارة بالمغرب. ويمكن النفق، الواقع على مستوى النقطة الكيلومترية 8 + 300 من المقطع إمينتانوت- أركانة، من عبور الهضاب العليا من الأطلس الكبير التي يبلغ ارتفاعها 950 مترا.
إن الحل الذي يعتمد إنشاء النفق تم اقتراحه عوض الحلول الأولية (حلول الدراسات التمهيدية والحلول التي اقترحها مكتب الدراسات) التي وضعت ممرا للمسار يستلزم أعمالا ترابية ضخمة للغاية.
وبالفعل، لقد أثار تقييم الأثر البيئي عدة قضايا أثناء مراجعة الدراسات التمهيدية، ترتبط بالعواقب التي قد يسببها المسار العادي(الحفر/الردم) على وادي زاوية أيت ملال الذي يحظى بأهمية إيكيولوجية وثقافية لا يمكن الاستهانة بها . إن إنجاز هذا النفق، الذي قررته الشركة الوطنية للطرق السيار للمغرب، لم يجنب المنطقة أشغال حفر واسعة النطاق فحسب، بل مكن أيضا من تحسين جودة المسار لتقليص مستوى انحدار الطريق السيار على امتداد هام من 5 في المائةإلى 1.3 في المائة فضلا عن خفض الخط الأحمر، مما مكن من تقليص ارتفاع مواد الطمر على جانبي النفق، ويتميز هذا الحل بكونه أقلة تكلفة وأكثر احتراما للبيئة.

تصريحات لبعض الفعاليات السياسية والاقتصادية بالجهة

بعد تدشين الطريق السيار مراكش أكادير أجمعت الفعاليات الاقتصادية والسياسية في لقائها مع جريدة "الانبعاث" على أن هذا الورش الكبير الذي كان إلى عهد قريب حلما وتم تحقيقه اليوم على أرض الواقع، سيعمل على خلق قطب اقتصادي متكامل بين جهتي مراكش تانسيفت وجهة سوس ماسة درعة، على كل المستويات السياحية والفلاحية وغيرها، مع خلق تنافيسة مع دول الجوار، خصوصا في المجال السياحي، بعرض منتوج متكامل ما بين السياحة الشاطئية التي تمثلها أكادير والسياحة الثقافية التي تمثلها مراكش، كما أن المنتوجات البحرية والفلاحية ستصل إلى باقي مناطق المغرب في جودة عالية.
وفي ما يلي تصريحات لبعض الفعاليات السياسية والاقتصادية التي حضرت افتتاح الطريق السيار من مدينة مراكش يوم الاثنين 21 يونيو.

إبراهيم الحافيدي (رئيس مجلس جهة سوس ماسة درعة)
الطريق سيساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للجهة

هذا اليوم تاريخي، لأن الطريق سيساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للجهة، فالقطاعات الاقتصادية الحيوية عندنا هي الفلاحة والمنتوجات البحرية والسياحة.
أولا في الميدان الفلاحي الجهة تنتج جل الخضر والفواكه وتصدر للأسواق الدولية والوطنية، وهناك ربح الوقت وكذا إيصال هذه المنتوجات وهي طرية الى الأسواق، نفس الشيء بالنسبة للمنتوجات البحرية.
فبعد تسهيل الربط بين مراكش وأكادير سيتم تحسين السياحة، خاصة السياحة الداخلية، وسياسهم الطريق كذلك في عودة المهاجرين، وهم أغلبية إلى سوس، عبر الطريق السيار. كما سيكون هناك نقص في الحوادث السير.
هناك استراتيجية جهوية لإنشاء الطرق صادق عليها مجلس الجهة، وتضم الطريق السريع ورزازات والطريق السريع تيزنيت، كما أن هناك مشاريع طرق (في أفق 2012 ) تهم بورصة البواكر وأكادير، وهناك اتفاقية حول النقل الجهوي بين ورزازات زاكورة أكادير 3 مرات في اليوم 1200 ذهابا وإيابا من مجلس الجهة والخطوط الملكية المغربية.

طارق القباج (عمدة مدينة اكادير):
الطريق السيار سيسمح بالرفع من حجم الصادرات وجذب الاستثمارات الأجنبية

من البديهي أن الطريق السيار مراكش أكادير سيشكل إضافة ونقلة نوعية لجهتي أكادير ومراكش، فالكل يعرف أهمية الطريق بين مراكش وأكادير وظروف التنقل على الطريق الوطنية رقم 8 نظرا لخطورتها، حيث كانت تعرف حركة سير مكثفة وحوادث سير مروعة ذهب ضحيتها العشرات من المواطنين، خاصة أنها المعبر الرئيسي لتصدير المنتوجات الفلاحية داخل وخارج المغرب، حيث تعبرها المئات من الشاحنات يوميا والتي تقطع هذا الطريق في ظروف خطيرة للغاية كثيرا ما تسببت في كوارث أزهقت الأرواح، وهو ماسيحد منه الطريق السيار الذي سيمكن أيضا من تقليص المدة بين المدينيتن بالنصف.
أما الأهمية الاقتصادية لهذا الطريق فتبقى كبيرة، حيث سيمكن من تطوير القطاعات الاقتصادية وخاصة الفلاحة والسياحة والصناعة، كما سيسمح بالرفع من حجم الصادرات وجذب الاستثمارات الأجنبية، فمنطقة سوس هي الأولى على المستوى الوطني من حيث إنتاج الحوامض والبواكر وتزود مختلف الأسواق الوطنية ويصدر جزء هام منها نحو الخارج.
ولابد من الإشارة إلى أنه لا يمكن القول بأن كل المشاكل قد حلت ابتداء من اليوم، فنحن ننتظر أن يتزايد الضغط على مدينة أكادير خاصة خلال الصيف المقبل مع عودة المهاجرين المغاربة بالخارج لقضاء العطلة واختيار عدد كبير من المواطنين المغاربة وجهة أكادير لقضاء عطلهم، مما سيزيد من حدة مشكل مواقف السيارات الذي أصبح هما كبيرا يؤرقنا خاصة أنه لم يتم أخذه بعين الاعتبار في مرحلة سابقة أثناء التخطيط للمدينة، ورغم ذلك فنحن نعمل على إيجاد حلول عبر إحداث مواقف للسيارات في بعض المناطق وخاصة موقع جهة تاودا القديمة الذي سنحدث به موقفا تحت أرضي، وجهة ساحة بيجوان، أما بالنسبة للجنوب جهة صونابا فلا زلنا نجد صعوبات نظرا لمشكل العقار، كما سنعمل على مواجهة المشكل مستقبلا بتوفير نقل حضري من مستوى عال يمكن للمواطنين استعماله في ظروف مريحة للتنقل وسط المدينة وترك سياراتهم بعيدا عن مناطق الضغط. كما أننا سنشهد أيضا تزايد الضغط على السكن خاصة في ظل المضاربات العقارية.

عبد الرحيم عماني (رئيس المجلس الجهوي للسياحة)
سنصل الى زيادة تقدر ب 10 في المائة من المبيعات في مجال السياحة

بالنسبة لنا الطريق السيار قيمة مضافة بالنسبة للاقتصاد بصفة عامة والسياحة بصفة خاصة عن الوجهة السياحية لأكادير وكذلك الوجهة السياحية لمراكش. وبالنسبة للسياحة الداخلية فهي في المرتبة الثانية بالنسبة لنا في أكادير في حدود 23 في المائة بعد الفرنسيين، وعلى حسب الدراسة التي نتوفر عليها ففي سنة 2011، أي السنة المقبلة، سنصل الى 35 في المائة، وهدفنا أن نصل 50 في المائة وتكون بذلك السياحة الداخلية هي السياحة الأولى كما هو معمول به في جميع البلدان الأروبية من جهة أخرى السياحة العالمية نحن الآن بصدد دراسة استراتيجية مشتركة بين المجلس الجهوي للسياحة لأكادير والمجلس الجهوي للسياحة بمراكش بخصوص منتوج متكامل يجمع بين السياحة الشاطئية التي تمثلها أكادير والسياحة الثقافية والتراثية التي تمثلها مراكش، وأظن أننا سنصل الى زيادة تقدر ب 10 في المائة من المبيعات لان العديد من السياح في مختلف البلدان الأروبية تبحث على منتوج متكامل بقضاء أسبوع في الشاطئ والشمس على مستوى أكادير وأسبوع في الوجهة الثقافية والحضارية لمراكش.

سعيد ضور (رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بأكادير)
منذ اليوم لم تعد هناك منطقة جنوبية معزولة عن باقي الجهات شمالا

بطبيعة الحال فإن شعور أي شخص يحضر هذا الحدث التاريخي لا يمكن أن يكون إلا السرور والاعتزاز و الافتخار، لأن فتح الطريق السيار، الذي كان منذ سنوات حلما، أصبح اليوم حقيقة ملموسة وهذا سيعطي دفعة كبيرة للجنوب بالتمازج القتصادي والاجتماعي والثقافي الذي سيتيحه هذا الطريق والذي سيمكن جهة سوس ماسة درعة وجهة مراكش تانسيفت الحوز من الدخول في عهد جديد لخلق قطب اقتصادي سواء على مستوى السياحة أو الفلاحة أو التجارة والعديد من القطاعات ذات الطابع المشترك مما سيساهم بشكل فعال في النهضة الاقتصادية للبلاد، لن أرجع إلى المزايا الأخرى للطريق السيار الذي يعرف الجميع أهميتها، سنعتبر منذ اليوم أنه لم تعد هناك منطقة جنوبية معزولة ومنقطعة على باقي الجهات شمالا لأنه كانت هناك مشاكل التنقل عبر الطريق التي تربط مراكش وأكادير، وأيضا مشاكل الطائرة وتبعاتها، فحقيقة أن هذا الطريق السيار سيعطي إجابة على العديد من الإكراهات التي كانت عندنا، وما سيبقى هو أننا يجب أن نتساءل عن استعدادنا لإيجاد وتحضير الوسائل والتجهيزات لاستقبال ما سيأتي من مد لجهة سوس ماسة درعة.

عبد الصمد قيوح (نائب برلماني ورئيس المجلس الإقليمي لتارودانت):
الطريق السيار سيساهم في فك العزلة عن منطقة سوس

ألخص انتظاراتنا من الطريق السيار في ترسيخ مفهوم فك العزلة باعتبار أن جهة سوس ماسة درعة رغم مؤهلاتها الإقتصادية والبحرية إلا أنها كانت تعاني من التواصل مع باقي الجهات شمالا نظرا لصعوبة الطريق الرابطة بين مراكش وأكادير، واليوم والحمد لله مع فتح الطريق السيار يمكن أن نجزم بأن العزلة قد تم فكها على منطقة سوس عموما.

عبد الجليل القسطلاني (برلماني)
نتمنى أن يمتد الطريق السيار إلى أقصى جنوب المملكة

كان جل المغاربة ينتظرونه، وسكان سوس والجنوب على الخصوص، ستكون له آثار كبيرة على النشاط الاقتصادي وتنمية العلاقات ما بين جهتي سوس ماسة درعة وجهة تانسيفت، خاصة في مجال السياحة، وهو رابط مهم وأساسي في تسريع وإيصال منتوجات الصيد البحري والفلاحة المتوجهة الى الخارج وإلى الأسواق الوطنية، وتشجيع أنواع جديدة من السياحة كالسياحة الايكولوجية والجبلية.
وبهذه المناسبة نؤكد أن طموحاتنا في جهة سوس ماسة لا تتوقف عند هذا الحد من فتح الطريق السيار، نتمنى أن يمتد الطريق إلى أقصى جنوب المملكة، ونريد حقوقا أخرى للجنوب في خطوط الشبكة الحديدية، ونحن ننتظر منذ 35 سنة إيصال شبكة السكة الحديدية إلى الجنوب إلى العيون عاصمة أقاليمنا الجنوب.

عبد الرحمان سرود (رئيس غرفة الصيد الأطلسية الوسطى أكادير)
الطريق سيساهم في إيصال السمك بجودة عالية في وقت زمني وجيز

الطريق السيار سيكون له تأثير جد إيجابي على قطاع الصيد البحري، تعرفون أنه من أكادير الى الداخلة يمثل 45 في المائة من الإنتاج الوطني في قطاع صيد الأسماك وتسويقه وجلها إما يتم نقله الى أكادير أو إلى مراكش أو الدار البيضاء ومدن الشمال عموما، لهذا نعتبر أن هذا الطريق السيار شيء إيجابي في إيصال السمك بجودة عالية وفي وقت زمني وجيز وهذا شيء أساسي، كما أن هذا الطريق سيعمل على تسهيل جلب الاستثمار في مجال تجارة السمك