مدينة اكادير

موضوع: مدينة اكادير الإثنين أكتوبر 25, 2010 3:44 am

مدينة اكادير

أكادير كلمة أمازيغية من أصل فينيقي، وتعني المخزن الجماعي أو القرية المحصنة.ولازالت هذه الكلمة حاضرة، إلى يومنا هذا، في جهة سوس وتحيل على نوع من المستودع الذي تخزن فيه كل ممتلكات القبيلة. فقد أقام تجمع صغير من الصيادين الأمازيغ بموقع يتوافر على مرسى محمية جدا، ومنبع،حيث قاموا بإعداده في شكل مخزن محصن، وهو الذي جاءت منه كلمة أكادير.
. في القرن الثاني عشر،استعملت هذه المرسى المحصنة من طرف قبائل كسيمة الساحلية.
. في القرنين الرابع عشر والخامس عشر:ما بين 1325 و1470،كانت الخرائط الأوروبية تشير إلى هذا المكان تحت اسم ميناء كسيما.
وقد ظلت أكاد ير، خلال تاريخها، موضوع معارك بين القبائل المحلية والأنظمة الأجنبية.
. ويعتبر القرن السادس عشر هو بداية تاريخ مدينة أكاد ير على المستوى الدولي، وذلك عندما استقر به سنة 1505 برتغالي يدعى جواو لوبيز دي سكيرا.فقد بدأت مصايده وأوراشه تزدهر بشكل سريع كما أعطت ميلاد قرية صغيرة للصيادين.وقد شيد هذا السوق التجاري في أسفل أكاد ير أوفلا الذي يطل على المرسى على ارتفاع أكثر من 200 مترا على سطح البحر. وفي 1513 ، دفعت العزلة وانعدام الأمن جواو لوبيز دي سكيرا ترك إقامته لملك البرتغال مانويل الأول الذي قام بتوسيع الميناء،حيث أقام به ثكنة عسكرية،وأخضع المنطقة إلى السلطات البرتغالية. وقد أضحت سانتاكروز-وهو اسم الكنيسة الصغيرة للمدينة البرتغالية- مركزا تجاريا فاعلا، يمر منه عدد كبير من منتجات الجنوب المغربي والسودان،ويؤمه مجموعة من التجار الأوربيين من كل الجنسيات. وفي يوم 12 مارس من سنة 1541، وبعد حصار دام ستة أشهر، استطاع الشيخ، مؤسس الدولة السعدية، أن يحرر المدينة من قبضة البرتغاليين. وبعد ثلاثين سنة من ذلك أسس ابنه القصبة التي تطل كذلك على المحيط الأطلسي، وذلك لتجنب عودة البرتغاليين إلى المدينة ثانية. فخلال الحكم السعدي عرفت مدينة أكاد ير وناحيتها ازدهارا كبيرا، حيث أصبحت منطقة سوس المملكة المفضلة لدى السعديين،الذين قاموا بتطوير زراعة قصب السكر (وهو نبات قادم من الشرق) في جهة تارودانت والعاصمة وشيشاوة. ذلك راجع لأن السكر كان من بين المنتجات المطلوبة بشكل كبير-في التبادل التجاري مع الأسبان والفرنسيين والهولنديين، وخصوصا الإنجليز الذين كانوا يأتون إلى أكاد ير للبحث عنه ( نفس الشيء بالنسبة للذهب المجلوب من السودان). وهكذا أصبحت أكاد ير ممرا إجباريا بالنسبة للقوافل المتجهة نحو تومبوكتو. وفي القرن الثامن عشر ومع مجيء الأسرة العلوية، خصوصا في سنة 1760، بدأت حقبة طويلة من الفتور.ولمعاقبة القبائل المتمردة في جنوب المغرب،نقل السلطان محمد بن عبد الله الأنشطة المينائية إلى موكادور(الصويرة حاليا).وهكذا أصاب الكساد مدينة أكاد ير،وبالتالي سقط سوس بكامله في الفوضى العارمة. . القرن التاسع عشر والقرن العشرين: .أتاحت الخصومات والمنازعات بين الدول الأوروبية حول اقتسام القارة الإفريقية،خلال نهاية القرن العشرين،الفرصة لمدينة أكاد ير لتعود إلى الواجهة وتعاود اللقاء مع الشهرة