الرايس الحاج بلعيد كبر يتيما يرعى الغنم قبل أن يفرض موهبته

في كثير من منازل السوسيين تجد على الجدران صورة الرايس الحاج بلعيد بجانب صورة محمد الخامس

يعد المغني الحاج بلعيد احد أعلام الأغنية الامازيغية الذي أسس لفن «الروايست » فهو
من مواليد 1872 بأحد المد اشر جوار تزنيت يدعى «انو نعدو » بطريق تافراوت ترعرع
و تتلمذ في مسقط رأسه لمدة لم تكن بالوجيزة نظرا للفقر الذي كانت تعيشه
عائلته آنذاك حيث عاش يتيم الأب و هو صغير السن فاشتغل أجيرا في رعي الغنم
يساعد أمه على تكاليف الحياة لم يحلم الحاج بلعيد يوما أن يكون فنانا أو غير ذلك لكن مهنته جعلته متفردا حيث تعلم المزمار و الرباب و بات يشنف سماع محبيه و مردديه، ينشد ماسيه و أحلامه ضمن أحضان طبيعة صامتة و شاهقة الجبال باداو بعقيل و انزي فكان الفضل الكبير بحسب إحدى الروايات –للشيخ سيدي محمد أو صالح لإلحاقه بمجموعة «رماة سيدي احمد أو موسى » بتزروالت مزمرا للمجموعة ، فأصبح يتعلم أصول الفن الامازيغي سليقة ضمن بيئة محافظة

ليغنم تجارب و مكاسب زيادة على الشهرة التي آلت به إلى التقاء مجموع الطبقات
الاجتماعية من رجال المخزن إلى الفقهاء و المتصوفين. سافر مع زمرة من الروايس في
ربوع منطقة سوس فطيلة رحلاته واكبت قصائده أحداثا عاصرها و تطورات سياسية
و اجتماعية و اقتصادية شهدتها منطقته ضمن مديح الشيوخ و الأعيان و بالأخص
الباشا الكلاوي إلى وصف بيت الله الحرام في رحلته الحجازية لأداء حج عام 1910 إلى
مواضيع تهم الغزل العفيف و هموم الحياة و آلامها و آمالها،فنجح في ذلك بشهادة
المؤرخين و النقاد مازجا بين ألوان شعرية و مشاهد فنية متزنة مازالت تتغنى إلى اليوم
.
في كثير من منازل السوسيين تجد على الجدران صورة الرايس الحاج بلعيد إلى جانب
صورة محمد الخامس . و بالرغم من وجود الكثير من الروايس المدججين بوسائل تقنية
متطورة فان جلهم لايرقى إلى مستوى الحاج بلعيد و لايفكر إلا في الربح التجاري .
احتك الحاج بلعيد أيضا بعدد من المغنيين و الشعراء اليهود السوسيين . و كان من الأوائل
الذين عملوا على تسجيل أعمالهم فسافر إلى باريس و سجل اسطوانات 78 دورة.
من طرائف رحلته إلى الشرق انه التقى هناك بالموسيقار محمد عبد الوهاب الذي
كان بصدد تسجيل بعض أعماله بنفس الشركة فتعرفا على بعضهما و أعجب محمد عبد الوهاب بفن الحاج بلعيد و طلب من الحاج أن يكتب له ترجمة لأعماله .

يشهد له التاريخ انه غنى تقريبا كل المواضيع عن المرأة وا لحب كما غنى وقائع الحروب بين القبائل . لكن أروع ما غنى هو تلك القصيدة الطويلة حول موسم الحج و هي عبارة عن قصيدة مدتها 40 دقيقة تقريبا يحكي فيها تفاصيل سفره للديار المقدسة بدءا من ميناء الدار البيضاء إلى حين عودته. قصيدة يفسر فيها فرائض الوضوء و طريقة الصلاة و محاسن الزكاة مع وصف مفصل لمناسك الحج.لقد كان بالفعل قدوة للعديد من الروايس الذين تلوه كالرايس ساسبو و الرايس بوبكر الزعري و غيرهم كثير للرايس الحاج بلعيد أغاني رائجة و ذائعة الصيت مثل «اجديك امي نتركا « » اطبيب » «اتبير امليل « » اطالب اتران « » استر أوضار .

الرايس الحاج بلعيد كبر يتيما يرعى الغنم قبل أن يفرض موهبته Iyyyyyyyyyyy