منتديات تمازيرت اينو
مرحبا بكم في منتديات تمازيرت اينو
سررنا جدا بزيارتك شبكة منتديات تمازيرت اينو
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة / يرجي التكريم بتسجيل الدخول ادا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
نتشرف بتسجيلك
شكرا


منتديات تمازيرت اينو
مرحبا بكم في منتديات تمازيرت اينو
سررنا جدا بزيارتك شبكة منتديات تمازيرت اينو
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة / يرجي التكريم بتسجيل الدخول ادا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
نتشرف بتسجيلك
شكرا


منتديات تمازيرت اينو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تمازيرت اينو

منتديات تمازيرت اينو
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لمحة تاريخية حول مدينة تارودانت

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
zakri74
مدير العام
مدير العام
zakri74


العمر : 34

بطاقة الشخصية
المدير:

لمحة تاريخية حول مدينة تارودانت Empty
مُساهمةموضوع: لمحة تاريخية حول مدينة تارودانت   لمحة تاريخية حول مدينة تارودانت Emptyالأربعاء مارس 16, 2011 6:56 am

لمحة تاريخية حول مدينة تارودانت

لمحة تاريخية حول مدينة تارودانت Fort_Chellah

تعتبر مدينة تارودانت من أقدم المدن التاريخية التي لها دور هام في تطور التكوينات الإجتماعية بالمغرب من خلال ما تشكله من امتداد تاريخي يضرب في أعماق تاريخ المغرب ، لكونها تقع في وسط سهل سوس على الضفة الشمالية للوادي بين جبال الأطلس الكبير و الصغير التي تحتوي على خزانين مائيين هامين هما جبل سيروا بالأطلس الصغير على ارتفاع : 3304 م و جبل توبقال بالأطلس الكبير على ارتفاع 4165 م ، و لا غرابة أن يطلق عليها المؤرخون "حاضرة سوس" لما لعبته من دور هام في بناء الحضارة المدنية في المنطقة منذ العصور الأمازيغية القديمة ، و هي تقع قرب مرتفع " سيدي بورجى " شمال وادي سوس و هو عبارة عن " كدية " تسمى بالأمازيغية " أرودان " ، و غالب الظن أنه من هنا جاء اشتقاق اسم تارودانت نسبة إلى " أرودان " أو تصغيرا أو تأنيثا له، و تتميز مدينة تارودانت بالجنان و العرائس الخضراء التي تمثل فيها شجرة الزيتون العنصر الأساس لما توفره من غلال نظرا لوفرة المياه ، و التي تشكل الثروة الغابوية الثانية بالمنطقة بعد شجرة " أركان " الشجرة التي تحضى باحترام الجميع لقدرتها على مقاومة الجفاف و المحافظة على الفرشة المائية ، و لما تشكله من خصوصية تميز حوض سوس باعتباره يحتوي على غابة " أركان " بالسهل .
و قد لعبت حركة الإنسان الأمازيغي بتارودانت دورا هاما في بناء الحضارة ب"حاضرة سوس" أولا عبر تنظيم الري بالجنان المحيط بالمدينة و تنظيم الزراعة بالسهول المجاورة لها، و ثانيا بإنشاء العرائس داخل المدينة التي تعبر عن مستوى عال من المدنية و الحضارة ، لما تعطيه من جمالية للعمارة الأصيلة ذات الطابع الأمازيغي التي تعتبر فيها ساحة " أسراك " إحدى معالمها القائمة إلى اليوم ، و تعتبر الرياضات القائمة و سور المدينة و دار البارود و القصبة خير شاهد على عظمة الحضارة التي مرت بالمدينة ، ثالثا عبر بناء الحركة الحرفية التي لعبت دورا هاما في استثمار الموارد الفلاحية في أول الأمر و الموارد المعدنية بعد ذلك ، و رابعا عبر تأسيس الحركة التجارية التي لعبت فيها المدينة دورا أساسيا باعتبارها مركزا للطرق التجارية بين الشمال و الجنوب في أزمنة متقدمة من الحضارات الأمازيغية العريقة ، مما فتح المجال لبناء حضارة مدنية متقدمة جعلت من المدينة مركزا حضاريا هاما يلفت انتباه القادة العسكريين مما أهل المدينة لتتبوأ مكانة هامة بين المدن العواصم المغربية القديمة .

و لا غرابة أن تكون مدينة تارودانت من أوائل العواصم بالدول التي بناها الأمازيغ في عهد المرابطين و الموحدين و السعديين و ما لعبته من دور في الصراع القائم بين السعديين و العلويين في القرنيين 17 و 18 ، إضافة إلى دورها التاريخي في الدفاع عن الموانيء الأطلسية ضد الغزو البرتغالي و خاصة ميناء أكادير، و دورها في القرن 20 من خلال مقاومة المستعمر الفرنسي بدءا من احتضان ثورة الهبة في 1912 و 1913 حيث التجأ إليها بعد هزيمته بسيدي بوعثمان و انتهاء بالحركة الوطنية الفعلية ، و لم يتم كسر شوكة المدينة إلا بعد بناء تحالف الإقطاع و الإستعمار و فصل سوس العليا / من تالوين بالأطلس الصغير إلى تفنوت بالأطلس الكبير شرق المدينة عن سوس السفلى بالسهل و جبال الأطلس الصغير في الجنوب الغربي و الأطلس الكبير في الشمال الغربي ، بعد القضاء على ثورة الشيخ محند أو عبد الله بتالوين من طرف الكلاوي سنة 1915 لتمهيد الطريق للإستعمار المباشر بالمنطقة ، و القضاء على ثورة الهبة بسوس السفلى و تنصيب القائد الإقطاعي الكوندافي بتزنيت و ملاحقة المقاومين بالمنطقة ، و لم تهدأ المقاومة إلا بعد عزل مدينة تارودانت عن البوادي و تقسيم سوس بين الكلاوي و الكوندافي بدعم من الإستعمار الفرنسي و بناء الدولة المخزنية ، و لا غرابة أن يلعب أبناؤها دورا هامة في الحركة الوطنية الفعلية في القرن 20 أمثال إبراهيم الروداني و رحال المسكيني و شيخ العرب و عمر دهكون و غيرهم كثيرون .

إلى جانب الحركة السياسية و الإقتصادية لعبت تارودانت دورا هاما في بناء الحركة الثقافية بسوس من خلال بناء علاقات الإنتاج ، التي تعتبر حصيلة الحركة الإجتماعية الإقتصادية في مجال الفلاحة و الصناعة معا ، أولا عبر تنظيم الري و استغلال الأراضي الجماعية و الثروات الغابوية و تنظيم القطاعات الحرفية و استغلال المعادن ، و ترويج الإنتاج الفلاحي و الصناعي بعد بناء معاصر الزيتون و معاصير السكر و صناعة البارود و استغلال مناجم الفضة بالأطلس الصغير و سك العملة و تنظيم العلاقات التجارية الداخلية و الخارجية ، و بالتالي بناء الدول العظمى التي أسسها الأمازيغ خاصة في العصر الذهبي في عهد السعديين ، الذي تم فيه إعادة بناء سور تارودانت و بناء دار القصبة و دار البارود و معاصير السكر بتازمورت و تيوت ، و ثانيا عبر نشاط الثقافة الشعبية الأمازيغية التي تتجلى في تعدد أنواع رقصات أحواش و نظم الشعر الأمازيغي بالأطلس الصغير و الكبير و السهول المجاورة لهما و إدماجها في الحياة الإقتصادية و الإجتماعية ، و الثقافة الشعبية العربية في مناطق هوارة و أولاد برحيل بالسهول المجاورة للمدينة في مراحل تاريخية لاحقة ، كما لعبت المدينة دورا أساسيا في تطور الثقافة و اللغة العربية عبر المساهمة الفكرية في مختلف المجالات التاريخية و التشريعية و الأدبية واللغوية و غيرها ، و ذلك في المدارس العتيقة التي تم تأسيسها بالزوايا من طرف القبائل الأمازيغية و التي تم عصرنتها بعد تأسيس معهد تارودانت بعد الإستقلال الشكلي .

التشكيلة الإجتماعية قبل الإستعمار المباشر


يشكل إقليم تارودانت الجزء الأكبر من سهل سوس بأكثر من ثلثي مساحته و تتمركز جل تجمعاته السكنية على ضفتي وادي سوس و على ضفاف روافده المتعددة بالسهل و بالجبال ، و تشكل المناطق الجبلية للأطلس الصغير و الكبير و السهول المجاورة لهما مركزا هاما للتجمعات السكنية للقبائل الأمازيغية خاصة قبائل إسكتان و أونزين و إمديدن و زاكمزن و أسكاون و تيفنوت و إوزيون و أوناين و تفتكولت و تيزي نتاست و تالكجونت وإمنتاكن و إد عبد الله و إغرم و أيت سمك و أيت وكاز … و تتشكل جل القبائل بالسهل من القبائل العربية خاصة في هوارة و أولاد برحيل ، و تعتمد حياة القبائل على الفلاحة المسقية في المناطق القريبة من الوادي و روافده والعيون بالجبال و على الزراعة البورية في سهل سوس و المناطق البورية بالجبال ، كما يشكل النشاط الرعوي إلى جانب الزراعة الدعامة الثانية للإقتصاد في المناطق الجبلية كما هو الشأن بالسهل لكون تربية المواشي تشكل نشاطا حيويا موازيا للزراعة ، كما يشكل الصيد نشاطا لا يستهان به لما توفره الغابات من الوحش و الطير في الجبال و السهول التي تشمل جميع أصناف الحيوانات بدءا بالأرنب و الثعلب و الذئب و الخنزير و الغزال و الحمار الوحشي و النمر و الأسد … و كان قواد القبائل يمارسون هواية الصيد و يقال أن قائد قبائل تالوين محند أو عبد الله كان يملك 60 كلبا للصيد ، كما تضم الغابات مختلف الطيور بدءا بالحمام البري و انتهاء بالكواسر و تضم وادي سوس و الوديان المتدفقة على طول الحوض و بالجبال ثروة سمكية هائلة .

و تشكل القبيلة العنصر الأساس في حياة الفرد و الجماعة لكونها المحدد الأساس للهوية الفردية و الجماعية التي بدونها لا يمكن للفرد أن يحيى خارج الجماعة ، و تعرف جل القبائل صراعات سياسية أثناء النزاعات القبلية خاصة حول الحدود و المناطق الرعوية و التي تعرف في أغلب الأحيان حروبا دائمة خاصة في مواسيم المحصول الفلاحي ، كما تعرف القبائل فيما بينها تضامنا خاصة عندما يكون العدو مشتركا و قد تطور هذا التضامن إلى بناء تحالفات و يتجلى ذلك في حلفي "تاحكات" و "تاكوزولت" ، اللذان يمثلا ن شبه حزبين متصارعين حول السلطة السياسية بسوس على قاعدة مفادها أن القبيلة القوية تخضع لها جميع القبائل المجاورة ، التي تكن لها الولاء و ذلك بإنشاء سلطة مركزية تتجمع حولها القبائل لتشكل قوة يمثلها قائد القبيلة الزعيم و التي تطورت إلى حد بناء دول أمازيغية عظمى و امتداداتها كالمرابطين و الموحدين و السعديين ، التي شكلت فيها مدينة تارودانت يوما عاصمة لكونها من بين مراكز الطرق التجارية الهامة بين الشمال و الجنوب ، و تعتبر الزوايا في مرحلة متقدمة من المدنية بسوس القوة الثانية بعد القبائل التي عملت على تأسيس هذه الزوايا و تمويلها ، بهدف نشر العلم و المعرفة / البنية الفوقية التي تكون خاضعة لسلطة زعيم القبائل و كانت لزاوية بن يعقوب و امتداداتها بتالوين و أولوز أثر كبير على حياة القبائل بسوس ، و خير دليل على سلطة القبيلة على الزاوية هو ما قام به الشيخ محند أو عبد الله في بداية القرن العشرين عندما استولى على السلطة بتالوين بعد إخضاع جميع القبائل هناك ، حيث قام بضم جميع أراضي زاوية تكركوست و طرد شيوخها و حول مقرها و استمر الحال كذلك حتى استولى الكلاوي على قصبة تالوين و ضم المنطقة إلى مثلث ورزازات مراكش تالوين ، و تعتبر المدارس العتيقة الموازية للزوايا مركزا للثقافة المرتبطة بالشرق العربي و المطبوعة بالثقافة الأمازيغية و كانت القبائل توليها اهتماما خاصا لما لها من دور في السلطة السياسية.

و تنقسم الملكية بالدرجة الأولى إلى الملكية الجماعية للأراضي البورية و المناطق الغابوية و الرعوية التي تتوزع بين القبائل ، و يعتبر العمل التضامني " تيويزي " سواء أثناء الحرث أو الحصاد أو جمع المحصول و تخزينه بمجمع يسمى " أكادير أو إغرم " أو الرعي الركيزة الأساسية لحياة القبيلة ، كما تشمل الملكية العائلية / الفردية الخاصة لبعض الأراضي المسقية بالإصافة إلى المواشي و المساكن و الورشات الحرفية الشكل الثاني للملكية بسوس ، و تعتبر كتابة العقود ثقافة متقدمة بمناطق سوس بالجبال و السهول حيث كتابة المعاهدات بين القبائل و رسوم الأراضي الجماعية و العائلية / الفردية ، كما تلعب دورا أساسيا في رسم الحدود بين القبائل مما يحد من حدة الصراعات بينها ، و تأتي أراضي الوقف في الدرجة الثالثة و التي يتم منحها للزوايا و المساجد و المدارس العتيقة من طرف القبائل لتأمين مواردها الإقتصادية و التي تحول بعضها إلى ملكية خاصة لشيوخ الزوايا و جلها إلى ملكية وزارة الأوقاف ، و يشكل الأمازيغ العنصر الغالب في التشكيلة الإجتماعية يليه العربي فالأفريقي و اليهودي و تختلف المكانة الإجتماعية لكل منهم بحسب درجة الملكية الخاصة أو الحرفة أو الدرجة الثقافية أو العرق أو النفوذ في القبيلة ، و كان لطغيان قادة القبائل و حاجتهم إلى الدعم المالي لبسط سلطتهم أثر كبير على ظهور الإقطاع و الفوارق الطبقية و الإجتماعية ، خاصة بعد غزو السودان و استعباد الأفارقة لخدمة الأرض و السلطة و شاعت تجارة العبيد إلا أن الصراعات بين القبائل غالبا ما تكون الحاسم في فصل هذا القائد أو ذاك و تنصيب الزعيم ، كما أن الزوايا و المدارس العتيقة بما تملكه من قوة العلم و الثقافة تلعب دورا أساسيا في الحد من سلطة قادة القبائل .

التشكيلة الإجتماعية خلال الإستعمار المباشر

عرفت منطقة تارودانت مقاومة المستعمر عبر المشاركة في ثورة الهبة و لم يتم إخضاعها إلا بعد تحالف الإقطاع و الإستعمار ضد مقاومة الفلاحين الفقراء ، و تم فصل المدينة عن البوادي و بالتالي فصل سوس العاليا/ منطقة تالوين بالأطلس الصغير و تفنوت بالأطلس الكبير شرق المدينة عن سوس السفلى / سهل سوس و الأطلس الكبير الشمالي الغربي و الجزء الجنوبي الغربي من الأطلس الصغير و توزيغ النفوذ بين الكلاوي بتالوين و الكندافي بتيزنيت ، و هكذا استطاع الإستعمار المباشر السيطرة على حوض سوس حيث تخلى عن المناطق الجبلية و بعض الأراضي في السهل لقادة الإقطاع ، و استولى على الأراضي الخصبة بسهل سوس و لبسط سيطرته عليها أنشأ الطريق الرئيسية رقم 32 بين أكادير و ورزازات و التي تقسم السهل إلى شطرين أساسيين ، أولا في المنطقة الجنوبية للوادي غرب تارودانت حيث مناطق هوارة و سبت الكردان التي أقام فيها الضيعات الأولى الخاصة بالحوامض و الخضر الطرية و الورود على جانبي الطريق ، و ثانيا في شمال الوادي بمنطقة أيت إيعزا و أولاد برحيل و أولوز شرق تارودانت التي لم يتم استغلالها و هي عبارة عن أراضي الجموع في أغلبها و التي توجد تحت سيطرة القائدين الإقطاعيين حيدة أميس بأولاد برحيل و الضرضوري بأولوز ، و هكذا بدأ المستعمر في تحويل الملكية الجماعية للأراضي بمنطقة سبت الكردان و هوارة إلى ملكية فردية رأسمالية في يد المعمرين الفرنسيين و تحويل الفلاحين الفقراء إلى عمال زراعيين بضيعاتهم و خاصة المرأة ، و تم بناء معامل التلفيف قصد تصدير الحوامض و الخضر و الورود كما تم بناء معمل فريماسوس لتصنيع المشروبات الغازية و الكحولية و بذلك نشأت طبقة عاملة كعنصر جديد بالمنطقة في المعامل و الضيعات.

و بالمقابل عمل المستعمر على إنشاء مركزين أساسيين هما مركز أولاد تايمة و سبت الكردان اللذان أقاما بهما سلطته الإدارية ، أولا من أجل بسطة سيطرته و نشر الضبط الإجتماعي و ثانيا من أجل مراقبة المؤسسات الفلاحية و الصناعية التي أقامها على أراضي الفلاحين الفقراء ، و لخلق إجماع حول مشروعه الإستعمار أقام أوراشا لبناء الإدارة الإستعمارية و ما تحتاجه من مرافق موازية بهذين المركزين ، مما نتج عنه رواجا ملحوظا بعد خلق فرص الشغل و بالتالي حركة اجتماعية تضم طبقة عاملة تقيم في التجمعات السكنية الجديدة بالمركزين ، و تتشكل هذه الطبقة من العمال في مجال البناء و التعمير و العمال الزراعيين و خاصة المرأة و الطفل و التجار و الحرفيين ، كما تم إقامة أسواق تجارية جديدة لتنشيط المنتوج الفلاحي بالضيعات التي أقامها المستعمر و الذي يكون غير قابل للتصدير إما بعدم الحاجة إليه أو نظرا لسوء جودته ، و بذلك نشأت حركة تجارية خاصة بأولاد تايمة التي ما زالت تتوفر إلى يومنا هذا على سوق لتجارة الخضر و الفواكه له شأن كبير في منطقة سوس ، كما عمل المستعمر على دعم طبقة البرجوازية التجارية بمنح امتيازات لبعض أعوان الإقطاع بالترخيص لهم بما يسمى " البون " لتجارة بعض المواد الأساسية كالسكر و الشاي و القهوة و الدخان ، و هكذا تم إنشاء مركزين أساسية في الجهة الغربية الجنوبية لمدينة تارودانت التي عمل المستعمر على تهميشها و ذلك بتحويل مركز سلطتها إلى مدينة أكادير ، أولا لتوفرها على ميناء صالح لتصدير المنتوج الفلاحي الذي يتم انتاجه بأولاد تايمة و سبت الكردان و ثانيا لإمكانية خلق مراكز صناعية و مالية خدمة للرأسمال المركزي ، و أصبحت مدينة تارودانت في المركز الثاني بعد هذين المركزين من حيث الأهمية الإقتصادية و بالتالي أصبحت تابعة لإدارة الإستعمار بأكادير.

و في باقي المناطق تم إنشاء مراكز أقل شأنا من الناحية الإقتصادية و أكثر أهمية من حيث الضبط الإجتماعي و هي أولاد برحيل و تفتكولت و أولوز و تالوين و إيغرم ، هذه المراكز التي تعرف إزداجية السلطة بين المستعمر و الإقطاع ، و خاصة بتالوين و المناطق التابعة لها حيث تم بسط سلطة الكلاوي و التابعة لمركز ورزازات بعد فصلها عن تارودانت ، و أولوز و المناطق التابعة له حيث بسط سيطرة القائد الإقطاعي الضرضوري و أولاد برحيل حيث بسط سيطرة القائد الإقطاعي حيدة أميس ، و تحولت تارودانت إلى مدينة معزولة تراوح مكانها داخل سورها تراجع ذكرياتها التاريخية و لم يبق أمامها إلا الإنزواء و الزهد في حياتها ، و ذلك عبر التشبث بتراثها التاريخي الذي يمثل أنفة الإنسان الروداني ، الذي عكف على ممارسة الحركة الحرفية و التجارية البسيطة و استغلال الأراضي الفلاحية بالجنان المجاورة للمدينة و معاصر الزيتون و العرائس داخل المدينة ، دون أن ننسى الإهتمام بالثقافة العربية في المدارس العتيقة و المساجد الكثير بالمدينة إلى جانب الثقافات الشعبية و على رأسها الدقة الرودانية و الملحون ، و تعرف المآثر التاريخية بالمدينة تهميشا ملحوظا بل تفوية غريبا حيث تم تفويت دار البارود بما تمثله من معلمة تاريخية هائلة و ما فيها من جنان لأحد الإقطاعيين / الوزاء السابقين و تحويل معلمة تاريخية أخرى بالقصبة إلى فندق ، و تبقى العائلات العريقة ذات الأصول الأمازيغية و التي تم استعرابها تعيش على أمجاد تاريخ تارودانت في ظل حصار تحالف الإستعمار و الإقطاع

التشكيلة الإجتماعية خلال مرحلة الإستقلال الشكلي


لم يستطع النطام الحاكم بالمغرب قبل الأستعمار المباشر بسط سيطرته على منطقة سوس التي تشكل فيها مدينة تارودانت مركز المقاومة الدائمة ، إنطلاقا من الصراع الدائم بين الدولة السعدية و الدولة العلوية الذي جعل المدينة خارج السيطرة المباشرة للدولة المركزية إلا بعد تحالف الإقطاع و الإستعمار ، و رأينا كيف تم حصار و تهميش تارودانت بعد سيطرة المستعمر على السهل بشكل مباشر و على الجبال بتعاون مع الإقطاع و تحويل مدينة أكادير إلى مركز للإدارة الإستعمارية بسوس ، و سنرى كيف عرفت المدينة تهميشا مكثفا بعد الإستقلال الشكلي بجعلها مقاطعة تابعة لإقليم أكادير بعد فصل تالوين و المناطق التابعة لها و إلحاقها بإقليم ورزازات ، إن استمرار السياسة التبعية الرأسمالية للنظام الحاكم بالمغرب خلال مرحلة الإستقلال الشكلي حول المدينة إلى مرتع للطبقة العاملة الزراعية و خاصة الطفل بالورشات الحرفية ، و المرأة التي دفعتها ظروف الفقر إلى ولوج سوق الشغل بالضيعات الفلاحية و معامل التلفيف التي ورثها المعمرون الجدد عن الإستعمار الفرنسي ، و هكذا نشأت بالمدينة طبقة عاملة زراعية تتكون أساسا من المرأة المنحدرة من الإحياء الشعبية بالمدية و الدواوير الفقيرة بالإقليم و من النساء المنحدرات من الأحياء الشعبية بالمدن المغربية كمراكش و الصويرة و آسفي و قلعة السراغنة و الدار البيضاء ... اللواتي يقمن بالأحياء الشعبية بتارودانت و أولاد تايمة و و أولاد برحيل و سبت الكردان و أيت إيعزا و الدواوير الفقيرة بأحمر و الخنافيف و الكفيفات و أولوز ، و اللواتي يكدحن من طلوع الفجر إلى غروب الشمس في ظروف تنعدم فيها أبسط قوانين الشغل التي نعرف جميعا الحيف الذي تلحقه للعاملات و العمال بالمجال الفلاحي ، حيث انعدام تطبيق الحد الأدنى للأجور و التسجيل بصندوق الضمان الإجتماعي و جل العاملات موسميات أو مياومات في الضيعات و معامل التلفيف.

و كان للعقلية ما قبل الرأسمالية للملاكين العقاريين الكبار الذين خلفوا الرأسماليين الفرنسيين بالضيعات و المعامل أثر كبير في ضياع حقوق الطبقة العاملة ، و التي اكتسبوها بعد النضال المرير من أجل كسر قيود المستعمر التي حرمتهم من الحقوق النقابية منذ الثلاثينات من القرن 20 ، و ذلك بعد تأسيس فروع الإتحاد المغربي للشغل من طرف المناضلين العماليين الذين انتزعوا الحق في التنظيم النقابي أولا ثم الدفاع عن الحقوق العمالية ثانيا ، و كان لانخراط الطبقة العاملة بسوس في النضال السياسي عبر مقاومة المستعمر و تأسيس الإتحاد المغربي للشغل و الإنشقاق عن حزب الإستقلال و تأسيس الإتحاد الوطني للقوات الشعبية ، كان له أثر كبير في إدماج تارودانت من جديد في المسرح السياسي إلا أن ذلك لم يطل طويلا نظرا للقمع الذي مورس على المناضلين السياسيين و النقابيين بالإقليم ، و خاصة بعد زلزال أكادير و تصفية جيش التحرير الذي يشكل فيه مناضلو تارودانت العمود الفقري أمثال مجموعة شيخ العرب و عمر دهكون و غيرهم كثيرون ، و كان لسنوات الرصاص منذ 1962 و 1963 و الإتجاه المعارض السائد في الإقليم بصفة عامة و بالمدينة بصفة خاصة أثر كبير في تعرضها للتهميش المكثف من طرف النظام الحاكم بالمغرب.

و هكذا تشكلت مجموعة من الظواهر السلبية بالمدينة التي تم إخضاعها بقوة القمع و التي حولتها إلى مرتع للفساد الإداري و المالي ، من خلال أسلوب السلطة الفاسد الذي يسعى إلى إدلال الإنسان من أجل الوصول إلى السيطرة على الموارد الإقتصادية ، و فسح المجال أمام الكومبرادور و الملاكين العقاريين الكبار لمزيد من الإستغلال المكثف للطبقة العاملة و خاصة المرأة العاملة ، و في 18 دجنبر 1981 تم إحداث إقليم تارودانت الذي يضم من جديد تالوين و المناطق التابعة لها مع إبقاء قطاع الفلاحة بتالوين تابعا لإقليم ورزازات إلى اليوم ، و بعد أزيد عقدين من الزمن من التهميش المكثف بدأ الشوط الثاني من بسط السيطرة المخزنية بشكل مباشر عبر السلطة المباشرة بعمالة الإقليم ، التي تسهر على الضبط الإجتماعي المباشر من خلال تشكيل لوبي يتمثل في أعوان السلطة و المافيا المخزنية و الملاكين العقاريين و الكومبرادور كطبقة مسيطرة على خيرات حوض سوس ، و التي جعلت من الأراضي الجماعية للفلاحين الفقراء هدفا لتبييض ما تم نهبه من المال و الملك العام و ما تم ترويجه في المخدرات و الكحول و السلع المهربة مثلا قضية " الحاج ثابت " و " البولونجي " و علاقتهما بعامل الإقليم و مدير ديوانه و بعض رؤساء الجماعات و أصحاب النفوذ بالدولة آنذاك ، و نشأت طبق بورجوازية كومبرادورية تستمد قوتها من النفوذ داخل البرلمان و الجماعات المحلية تحت حماية السلطة المركزية للنظام الحاكم بالمغرب ، و تم ابتلاع الأراضي الجماعية للفلاحين الفقراء و تدمير الفرشة المائية و غابة أركان بالسهل و نهب المال العام و الملك العام ، عبر الجماعات المحلية و إنشاء السدود على حساب ممتلكات الفلاحين الفقراء و تفقير الشرائح العريضة من الجماهير الشعبية بالإقليم ، و تحويل مدينة تارودانت إلى مرتع للفساد بجميع أشكاله و طمس دورها التاريخي و معالمها التاريخية و تشجيع البناء العشوائي على حساب العرائس و الجنان داخل السور ، و هكذا تحولت المدينة داخل السور إلى تجمعات سكنية عشوائية بالإصافة إلى ما تعيشه الأحياء القديمة من تهميش جعل جل بناياتها مهددة بالسقوط كما هو الشأن بالنسبة لسورها ، و نشأت بالأحياء الشعبية ظواهر اجتماعية خظيرة تتمثل أساسا في الدعارة و الأطفال المتخلى عنهم و ترويج المخدرات و الكحول المصنعة محليا و استغلال الأطفال في الورشات الحرفية خارج قوانين الشغل ، كما بدأت ظاهرة السياحة الجنسية التي تستهدف الأطفال الذكور من طرف الأجانب الذين يبتاعون الرياضات القديمة و يحولونها إلى مآوي لاستقبال السياح الأجانب ، و تبقى جل التنظيمات السياسية المخزنية و التي تم مخزنتها و النقابات و الجمعيات التابعة لها تعيش في انتظار المواسم الإنتخابية لتطبل و تزمر و تساوم و تبيع و تشتري في الأصوات دون أن تستطيع تحريك ساكن أمام مأساة المدينة.

بطاقة تقنية لإقليم تارودانت

تمثل مساحة تارودانت 16500 كلم2 بنسبة% 2 من مساحة المغرب منها %60 من السلاسل الجبلية و %40 من السهول .
موارد غابوية جد مهمة ب 570 ألف هكتار تضم في أغلبها غابات الأركان في الجبال والسهول و390 ألف هكتار من المراعي و200 ألف هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة من بينها 100 ألف هكتار مسقية.
موارد مهمة من المياه لوجود طبقة مائية جوفية ذات احتياطي يقدر ب 50 مليار متر مكعب منها 8 مليارات يمكن استغلالها بنيت عليها 5 سدود:

ـ سـد عبد المومن بحقينـــــــة : 216 ملون متر مكعب .
ـ سـد أولوز بحقينـــــــــــــــــة : 110 مليون متر مكعب .
ـ سـد إيمي نلخنك بحقينــــــــة : 12 مليون متر مكعب .
ـ سـد الداخلة بحقينـــــــــــــــة : 700 ألف متر مكعب .
ـ سـد المختار السوسي بحقينة : 50 مليون متر مكعب .

تساقطات مطرية تتراوح بين 275 و 400 مليمتر في السنة بالإضافة إلى الكتل الثلجية التي تغطي قمم جبال الأطلس الكبير و التي تغذي المياه الجوفية ، كما تتخلل الجبال السهول مجموعة من الوديان التي تزود وادي سوس أهمها بجبال الإطلس الصغير و الكبير بين جبل سيروا و جبل توبقال الذي يحتوي على بحيرة إيفني.
و تتوفر المنطقة على موارد معدنية هامة منها الفضة و النحاس و الحديد و البريتين و الجبس و غيرها.
كثافة سكانية متوسطة ب 48 نسمة في الكلم2 و نسبة المدنية % 24 و تغلب نسبة الشباب ب % 67 أقل من 25 سنة من مجموع سكان الإقليم الذي يبلغ 788 ألف نسمة منها % 76 في البوادي .

و يتوزع الإقليم إداريا إلى 07 بلديات و 82 جماعة قروية و 05 دوائر و 15 قيادة.

السياسة الفلاحية الطبقية بسوس

يمكن للمعطيات السالفة الذكر أن تسمح بتركز تنمية فلاحية مهمة بالإقليم يمكن معها تطوير حياة الفلاحين الفقراء بحوض سوس ، لكن إقامة نظام للري بالمضخات في اتجاه فلاحة ذات طابع مضارباتي من أجل التصدير الذي ابتدأ العمل به منذ الأربعينات من القرن الماضي في عهد الاستعمار المباشر ، و الذي تسارعت وثيرته في الستينات من القرن 20 خلال مرحلة الاستقلال الشلكي ، نتجت عنه اختلالات في تدبير المياه بالطبقات المائية الجوفية و يتضح لنا ذلك في الجدول التالي الخاص بالحوامض فقط :
السنة 1940 1950 1955 1960 1976
مساحة الحوامض بالهكتار 100 2200 5300 10600 19.000
و بلغ استغلال الإراضي حاليا مداه بمنطقة أولاد برحيل و أولوز ب : 12 ألف هكتار من الحوامض في طور الإنتاج منذ سنة 2002.

وقد تم إنشاء ضيعات الحوامض الموجهة للتصدير من طرف الملاكين العقارين الكبار على حساب الفلاحين الفقراء الذين تم الاستيلاء على أراضيهم ، وتحويلهم إلى عمال زراعيين بضيعات الحوامض و معامل التلفيف وطبقة عاملة بالمعامل بالمدن المغربية ، وتم تدمير غابات أركان من أجل إنشاء ضيعات الحوامض وبالتالي تدمير الطبقات المائية الجوفية ، كما هو الشأن بمنطقة سبت الكردان التي تعد من بين المناطق الأوائل في مشاريع الاستثمار الفلاحي الرأسمالي في عهد الإستعمار المباشر ، الشيء الذي دفع النظام الحاكم باتخاذ قرار إنشاء ضيعات الحوامض بمنطقتي أولاد برحيل وأولوز في سنة 2000 ، نظرا لما تشتمل عليه المنطقة من الأراضي الخصبة وطبقات مائية جوفية مهمة لقربها من سدي أولوز و المختار السوسي .
خلال السبعينات من القرن الماضي وصل مجمل الأراضي المسقية بالمضخات إلى أكثر من 50 ألف هكتار ، ويتسابق الملاكون العقاريون الكبار وراء الربح السريع بواسطة إقامة مضخات ضخمة لضخ المياه من أعماق الطبقات المائية الجوفية التي وصل عمقها إلى أكثر من 50 مترا في تلك المرحلة ، الشيء الذي وضع الفلاحين الفقراء في وضعية صعبة للحصول على المياه مع تنامي سنوات الجفاف منذ الثمانينات وضخ المياه الجوفية بضيعات المعمرين الجدد ، و وصل هبوط مستوى الطبقات المائية الجوفية إلى أكثر من 200 متر في بعض المناطق ( سبت الكردان و أحمر الكلالشا ) ، مما تستحيل معه الحياة الطبيعية للفلاحين الفقراء الذين يعجزون عن الوصول إلى مياه الري مما يدفعهم إلى بيع أراضيهم إلى الملاكين العقاريين الكبار، و هكذا يتم ابتلاع أراضي الفلاحين الفقراء من طرف الملاكين العقاريين الكبار و تدمير غابات أركان و الزيتون بإنشاء ضيعات الحوامض و بالتالي تدمير الفرشة المائية .

وأمام هذه الكارثة التي بدأت في التشكل منذ مرحلة السبعينات من القرن 20 قام خبراء من برنامج الأمم المتحدة للتنميةPNUD ومنظمة الفلاحة والتنمية FAO بدراسة وضعية حوض سوس ، خلصت إلى إمكانية الاستمرار في الاستغلال المكثف للطبقات المائية الجوفية إلى حدود سنة 2007 ، وهو التاريخ المقرر لاستغلال سدي أولوز لإعادة إمداد منطقة سبت الكردان بالمياه عبر السواقي .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اركاز د نص
عضو جديد
عضو جديد



العمر : 39

لمحة تاريخية حول مدينة تارودانت Empty
مُساهمةموضوع: رد: لمحة تاريخية حول مدينة تارودانت   لمحة تاريخية حول مدينة تارودانت Emptyالأربعاء مايو 25, 2011 7:29 am

ازول اكما ترودنت تفولكي بزاف [i]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لمحة تاريخية حول مدينة تارودانت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نبذة تاريخية عن مدينة انزكان
» نبذة تاريخية حول مدينة ايت اورير
» مدينة تارودانت
» صور مدينة تارودانت
» مدينة تارودانت

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تمازيرت اينو :: إقليم تارودانت :: اخبار عن إقليم تارودانت-
انتقل الى: