سبب زحف الرمال علئ عزلة قرية الدويرة بجماعة انشادن بإقليم اشتوكة ايت
أصبحت قرية الدويرة التابعة لجماعة انشادن بإقليم اشتوكة ايت باها تعيش عزلة شبه تامة بسبب زحف الرمال التي أغلقت جميع المسالك المؤدية إلى الدوار نتيجة هبوب الرياح الغربية المحملة بالرمال من الشريط الساحلي الذي لا يبعد عن القرية إلا بأقل من كيلومتر
ورغم المجهودات التي بذلت من اجل فتح المسلك الشمالي بواسطة الجرارات والجرافات إلا أن استمرار هبوب رياح "الشرقي" كما يسميها سكان المنطقة أعاد كثبان الرمال لتستقر بالمسالك الشمالية الشرقية التي تربط القرية بالطريق الوطنية رقم1، سواء المسلك الذي يصل دوار "الخبيز" بالطريق الإقليمية الرابطة بين نقطة تين منصور و شاطئ للاخويرة، أو الطريق الذي يصل دوار "شنوف" بالمسلك المؤدي إلى قرية ايت بوطايب .
ونتيجة هذه الوضعية التي آلت إليها المسالك الطرقية المؤدية إلى دوار الدويرة، فقد اضطر السكان و زوار القرية إلى الاستعانة بالجرارات لانتشال سياراتهم التي وقعت في الرمال، كما حال هذا الوضع دون دخول شاحنات توزيع الغاز و المواد الغذائية إلى الدوار و الاكتفاء بنقلها على متن جرار من مسافة ثلاث كيلومترات .
وكادت ظاهرة زحف الرمال أن تلغي اللقاء الذي نظمته إدارة المنتزه الوطني للمياه و الغابات لسوس ماسة درعة بتنسيق مع جمعية الدويرة للتنمية بسبب ترمل المسلك الوحيد المؤدي للدوار المذكور من الناحية الشمالية لولا تدخل السلطات المحلية التي استأجرت جرارا لفتح الطريق أمام المدعوين إلى اللقاء الذين استعانوا بسيارات "كاط كاط" ذات الدفع الرباعي لاجتياز المسلك الرابط بين الدوار و الطريق الثانوية الفاصلة بين تين منصور و شاطئ للا خويرة.
ولا زالت جميع المعابر المؤدية للدوار مغلقة بكثبان الرمال في وجه السيارات نظرا لاستمرار هبوب رياح قوية من القطاع الغربي مصحوبة بزوابع رملية شديدة لم تشهدها المنطقة منذ اكتر من ثلاثين سنة حسب إفادة شيوخ القرية ، الذين عزوا ظاهرة ترمل القرية و مسالكها إلى انتشار الجفاف وضعف الغطاء النباتي من جهة الغرب حيت أصبحت القرية معرضة لزحف الرمال في غياب حزام اخضر يحمي القرية من ظاهرة التصحر.
فقد اضطر السكان إلى وضع علامات عند ملتقى المسلك الشمالي بالطريق الثانوية المؤدية إلى شاطئ للا خويرة تحول دون دخول السيارات إلى هذا المسلك و تغيير الاتجاه اضطراريا نحو الغرب وقطع ما تبقى من الطريق مشيا على الأقدام لمسافة تزيد عن ثلاث كيلومترات للوصول إلى الدوار .
ونظرا لشدة الرياح ،فقد تضررت منازل القرية و مدرستها جراء محاصرة الرمال لها من كل جانب ، كما اجتاحت الضيعات الفلاحية الموجودة على بعد ثلاث كيلومترات إلى الشرق من الدوار.
وكادت الرمال أن تعرقل حركة السير عند المدخل الشمالي لمركز جماعة سيدي بيبي حيت زحفت على الرصيف الغربي للطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين ايت ملول و تزنيت كما زحفت أيضا على صهريج توزيع الماء الصالح للشرب على مركز الجماعة .
وفي ظل هذا الوضع، لازال سكان اغروض، افريان و الدويرة يعقدون كبير الآمال على إتمام أشغال الطريق الرابطة بين نقطة تين منصور و شاطئ للا خويرة على مسافة عشر كيلومترات و نصف من اجل فك العزلة عن هذه الدواوير التي تضررت بشكل كبير من ظاهرة زحف الرمال و خاصة دوار الدويرة الذي حاصرته الرمال من كل الجهات ولم يعد لسكانه من مخرج سوى الطريق المذكورة التي تحتاج إلى إصلاحات كبرى بعدما تم رصد الاعتمادات المخصصة لانجازها من طرف الجهات المسؤولة . وكانت أشغال بناء هذه الطريق قد بدأت خلال صيف السنة المنصرمة غير أنها توقفت فجأة لتعود إلى الحالة المزرية التي كانت عليها نتيجة ثاتير عوامل التعرية و كثافة المرور فانتشرت فيها الحفر و الأحجار ولم تعد صالحة حتى لمرور الدواب.