طريق الحج من المغرب الى مكة

رحلة الحج من المغرب إلى مكة

طريق الحج من المغرب :

كانت قافلة الحج من المغرب تأخذ في معظم الأحيان الطريق الساحلي من فاس في المغرب الأقصى إلى القاهرة، وكانت القافلة تتزايد في أعدادها على امتداد الطريق، وكان البعض يأتي سائراً على قدميه، والبعض الآخر يمتطي الخيل أوالبغال أوالحمير أو الإبل، وحين كانت القافلة تصل إلى القاهرة كانت تضم عدة آلاف. وكانت المسافة الطويلة بين المغرب ومكة والتي تزيد على 4700 كلم تقطع مسافات من الاستبي والصحاري والمناطق الجبلية(18).

أما أهم وسائل النقل عبر هذه الرحلة الطويلة، والذي كان يمر في ليبيا لكل من مرزوق وأوجلة قبل الوصول إلى القاهرة فكانت الإبل، ويمكن أن يلاحظ أن انتشار الإسلام قد أدى إلى أن تلك الرحلات لم تلتزم بالطريق الساحلي كلية بل اتجه بعضها إلى المناطق الداخلية، ولم يتغير ذلك حتى مقدم الإيطاليين إلى ليبيا(19) ويمكن القول بأن ظهور الجمل العربي، وحيد السنام Dromedary في شمال إفريقيا يرجع للقرن الثاني الميلادي، وكان لذلك أثره في تسهيل رحلات القوافل الصحراوية، ذلك أن الجمل حيوان صبور يستطيع أن يتحمل العطش لمدة عشرة أيام ويستطيع أن يحمل على ظهره ما بين 150-125 كلغ، وهو أسرع من أي حيوان آخر في تلك الظروف الصحراوية، ومنذ وصول الإسلام في القرن السابع الميلادي كان تجار البريد يستخدمون الإبل في قوافلهم التجارية التي تعبر الصحراء الكبرى(20) وكانت رحلة الحج تنظم واحدةً من أهم أهداف رحلة القوافل .

ولعل الرحلة التي قام بها ابن جبير (1220-1145م تقريباً) وقد استغرقت رحلته التي قام بها إلى الحج ما يزيد على عامين (27 شهراً) وقدم من غرناطة بالأندلس إلى سبتة في المغرب العربي ووصل بحراً إلى الإسكندرية ثم القاهرة فعيذاب على البحر الأحمر بعد أن مر بصعيد مصر وعبر البحر الأحمر من عيذاب إلى جدة ومنها إلى مكة، وقد شملت رحلته مناطق أخرى مثل الشام والعراق وكتب واحداً من أكثر كتب الرحلات شمولاً ودقةً، وفيه كثير من أوصاف البلاد التي مر بها وأحوال السكان والعمران والاقتصاد خلال أواخر القرن الثاني عشر الميلادي (السادس الهجري) حيث كانت بداية رحلته في شوال 578هـ (فبراير 1183م) وانتهت في محرم 581 هـ (أبريل 1185م)، أما رحلته من الأندلس إلى جدة فقد استغرقت ما يقل قليلاً عن ستة أشهر (162 يوماً)، وهو يصف السفن التي انتقل عليها والمدن التي مر بها والسلع في الأسواق ومعاملة السلطات له أو غيره في أي مكان حل به والأهوال التي واجهته، مع ملاحظة أن رحلته تمت في عصر صلاح الدين الأيوبي وكان الصليبيون يشكلون سلطة غاصبة في المشرق العربي مما يعطي لرحلته بعداً علمياً وتاريخياً بالغ الأهمية، ومن الجدير بالذكر أن رحلة ابن جبير لا تحمل عنواناً محدداً، ويتردد عنوان "كتاب اعتبار الناسك في ذكر الآثار الكريمة والمناسك" عنواناً لتلك الرحلة وهو ما يربطها بفريضة الحج أكثر من أي شيء آخر شملته رحلته تلك

» تعريف الحج وكيفيـة أداء المناسـك للاطفال المغرب
» المغرب اعتماد لائحة واحدة لتسجيل الراغبين في أداء مناسك الحج ابتداء من 2014
» ماثر في طريق الاندتار
» صور اكادير1960 عن طريق فلاش
» طريق العذاب باقليم تارودانت