"أنا الشعب" يتـوّج بكبرى جوائز "الفيلم الوثائقيّ" بأكادير في نسخته السابعة
حاز فيلم " أنا الشعب" للمخرجة الفرنسية أنا روسيون الجائزة الكبرى للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بأكادير في نسخته السابعة، وهو الفيلم الذي يحكي وقائع الثورة المصرية وإسقاط الرئيس الأسبق حسني مبارك ثم عزل الرئيس السابق محمد مرسي، انطلاقًا من نظرة فلاح بسيط يعيش في قرية بالجيزة.
وقد تسلّم الجائزة منتج الفيلم كريم أيتونة بعد تعذر مجيء صاحبته، إذ تعدّ هذه الجائزة هي الأولى من نوعها التي يحصل عليها هذا الفيلم الجميل في القارة الإفريقية، بعد نيله لمجموعة من الجوائز في المهرجانات الأوروبية التي شارك فيها منذ إخراجه إلى الوجود العام الماضي، وقد أبرزت لجنة التحكيم أن الفيلم استطاع أن ينقل للمشاهدين زاوية أخرى من الثورة المصرية بعيدًا عن الشكل المعهود.
هذا وعادت جائزة الجمهور إلى فيلم "أجي-بي: نساء الساعة" لصاحبته رجاء الصديقي، التي عبّرت عن سعادتها بنيلها هذه الجائزة، خصيصًا لأنها أتت من تصويت الجمهور الذي يعد عاملًا أساسيًا في نجاح فيلم من عدمه. ويتحدث هذا الفيلم عن حياة السنغاليات في الدار البيضاء، وبالضبط فتاة في العشرينيات تعمل في مجال تسريح الشعر.
أما جائزة القناة الثانية التي تقدمها هذه المؤسسة الإعلامية، فقد عادت للفيلم الجزائري "بلا سينما" لصاحبه لمين عمار خوجة. ويحكي هذا العمل قصة النزيف السينمائي في حي بالعاصمة الجزائرية وانطباعات المواطنين في صالة سينمائية تم إصلاحها حديثًا. وقد قال رضا بنجلون، ممثل القناة الثانية في هذا المهرجان، إن تتويج هذا المخرج السينمائي، يعدّ تأكيدًا على قدرة الثقافة على التقريب بين البلدين رغم الخلافات السياسية.
واستطاع الفيلم الأردني-الفلسطيني "ساكن" لمخرجته ساندرا ماضي التتويج بجائزة حقوق الإنسان التي يمنحها المجلس الوطني لحقوق الإنسان. ويظهر هذا العمل عُمق العلاقة التي تأسست بين فدائي فلسطيني مصاب بالشلل وممرض مصري تكلّف برعايته، إذ يبرز جانبًا إنسانيًا من القضية الفلسطينية بطريقة نالت إعجاب المتتبعين.
ونال فيلم " الهدنة" للمخرجة اللبنانية مريام الحاج، جائزة لجنة التحكيم بالنظر إلى صرامة المعالجة السينمائية والتفكير في عبثية الحرب، حسب نصّ اللجنة. ويروي هذا الفيلم بعض المشاهد من الحرب الأهلية اللبنانية، من خلال لقاء مجموعة من المقاتلين السابقين في دكان لبيع أدوات الصيد ببيروت، إذ تعمد ابنة أخت صاحب الدكان إلى محاورتهم كي تتعرّف على وقائع طبعت التاريخ اللبناني الحديث.
ورغم توجه هذا المهرجان إلى جمهور بلد ينصّ دستوره على أن لغاته الرسمية هي العربية والأمازيغية، إلّا أن فقرات التنشيط وغالبية أنشطته وكلمات المتدخلين، كانت جميعها بالفرنسية وحدها، وغالبية فقراته كانت تقدم بهذه اللغة، دون توفير ترجمة بالعربية أو الأمازيغية، وذلك بمبرّر قدوم ضيوف المهرجان من خارج المغرب، رغم أن بعضهم قادم من من دول عربية لا تتحدث الفرنسية، ورغم تنظيمه في مدينة معروفة بثقافتها الأمازيغية.
نسخة هذه السنة التي شهدت حضور شخصيات سينمائية متعددة منها مدير المركز السينمائي المغربي، صارم الفاسي الفهري، والناقد السينمائي الإيطالي لوسيانو باريزوني، عرفت عرض 26 فيلمًا وثائقيًا، زيادة على تنظيم ورشات في الإخراج الوثائقي. وقد تميّزت الأفلام المعروضة بجودة كبيرة نالت إشادة لجنة التحكيم التي حيّت المنظمين على عملية الانتقاء