جماعة تِغدوين يحملون مرضاهم وحوامل على النعوش

مرضى وحوامل تِغدوين يحملون على النعوش في زمن التطور التكنولوجي والاتصال الرقمي



النعش المحمول على الأكتاف ليس لميت يشيع إلى مثواه الأخير، بل هو اختراع تطلبته حاجة ساكنة دوار "تاغزيرت" ودوار "زروون" المتاخمين لقمم جبال الأطلس بجماعة "تغدوين" التابعة لإقليم الحوز، والذين لا زالوا يحملون مرضاهم على النعوش في زمن التطور التكنولوجي والاتصال الرقمي.

ولم يجد ساكنة دوار " تاغزيرت" بدا من حمل مريض لهم على الأكتاف طيلة كيلومترات عبر مسالك وعرة للوصول إلى الطريق المعبدة ونقله إلى المستشفى، وهو الوضع الذي يتكرر مرارا طيلة أيام السنة. حيث تم نقل ثلاث حالات مشابهة خلال السنة الجارية من طرف ذوي المرضى في محاولة لإنقاذ حياتهم.



وأكد الفاعل الجمعوي عبد الله واسلام، أن هذه الدواوير تعاني تهميشا كبيرا يجعلها تعاني ظروفا مأساوية متكررة، مبرزا أن السنة الماضية عرفت وفاة سيدة تدعى " ايجة بردوز" بعد مخاض عسير وغياب التدخل الطبي ليلحق بها وليدها الرضيع، وتوفي أيضا راعي غنم كان يسمى قيد حياته رشيد اكلكال إثر مرض مفاجئ ألم به، فيما حالت مياه الواد القوية دون نقله محمولا في نعش نحو المستشفى لتلقي العلاج.



ولفت واسلام كاتب عام جمعية تفرميت للتنمية والتعاون، أن ساكنة الدوار المقصي وباقي الدواوير المجاورة، سبق لهم إطلاق عدة صرخات واستغاثات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والاهتمام بالمرضى على وجه الخصوص والذي يبقى عدد منهم دون علاجات تحت رحمة الموت البطيء أمام أعين عائلات لا حول لها ولا قوة، وفق تعبير المتحدث، بسبب غياب الطرق والقناطر ووسائل النقل، ما يجعلهم يعيشون في عزلة وحصار.

أن غياب الطرقات المؤدية للقرى والمسالك الوعرة من أهم المشاكل التي تعانيها الساكنة، التي تتوجه للمسؤولين بالمطالبة بفك العزلة وإنشاء الطرقات وتجهيزها بقناطر على الوديان القوية، إلى جانب تشييد المدارس والمستشفيات.