المغاربة يتعبّدون أكثر ويعملون أقلّ في رمضان

المغاربة يتعبّدون أكثر ويعملون أقلّ في رمضان



بوتيرة صاروخيّة يرتفعُ عددُ ممارسي الشعائر الدينية المغاربة خلال شهر رمضان، إذء ينتقلُ من 67 في المائة خلال باقي الشهور إلى 82 في المائة خلال شهر رمضان، فيما الحصّة الزمنيّة المخصّصة لممارسة الشعائر الدينية خلال الشهر الفضيل بـ59 دقيقة.

وحسب مُعطياتِ مسْحٍ أنجزته المندوبية السامية للتخطيط سنة 2012، وكشفتْ عن نتائجه، فإنّ وتيرة ممارسة الشعائر الدينية خلال شهر رمضان لدى الذكور أعلى من الإناث، إذ ترتفع النسبة لديهم بنسبة 128 في المائة، في حين ترتفعُ لدى النساء بأكثر من 80 في المائة.

وفي مقابل ارتفاع الرأسمال الزمني الذي يُخصّصه المغاربة لممارسة الشعائر الدينية في شهر رمضان، تنخفضُ المُدّة الزمنية التي يقضونها في أعمالهم المهنية، ويصل الانخفاض إلى 46 دقيقة في اليوم، مقارنة مع الشهور العادية، أي ناقص 23 في المائة.

المثيرُ في بحْث المندوبية السامية للتخطيط، حوْل استعمال الزمن لدى المغاربة خلال شهر رمضان، هو أنّ النساء، وعلى الرّغم من تزايُد المدّة التي يخصصنها للأشغال المنزلية، إلا أنّهنَ يُخصّصن وقتا أكبرَ لأعمالهنّ المهْنية مقارنة مع الذكور.

وهكذا فإذا كانَ المُعدّل العامّ للزمن المخصّص للعمل المهني ينخفض خلال شهر رمضان بـ26 دقيقة، فإنّ تقسيم هذا التخفيض بيْن الجنسين يكشف أنّ المُعدّل ينخفض بالنسبة للرجال بساعة واحدة و 12 دقيقة، في حينِ لا تتجاوزُ نسبة الانخفاض بالنسبة للنساء 19 دقيقة.

بدوره يرتفع الرصيد الزمني الذي يتمّ استثماره في إنجاز الأعمال المنزلية خلال شهر رمضان بنسبة 47 في المائة، ويكشف بحْث المندوبية السامية للتخطيط عند هذه النقطة "الطابع الذكوري" للمجتمع المغربي، حيثُ تشغل الأعمال المنزلية النساء أكثر من الرجال، ويرتفعُ الحيّز الزمني المخصص لها أكثر في المدن.

وفيما يتعلق بمشاهدة التلفزيون، بيّن البحث أنّ نسبة المشاهدة ترتفع خلال شهر رمضان ، إذ تستأثر بحصة ساعتين و 26 دقيقة من الرصيد الزمني اليومي للمغاربة، وهو ما يمثل ارتفاعا بنسبة أكثر من رُبع ساعة، مقارنة مع الأشهر الأخرى.

ويشاهد المغاربة التلفزة أكثر خلال شهر رمشان في المساء، حيث يجلس 53 في المائة منهم أمام شاشات التلفزة خلال الفترة الزمنية المحيطة بالساعة الثامنة والنصف مساء، في حين تنخفض نسبة المشاهدة خلال الفترة الصباحية من الثالثة والنصف صباحا، إلى 35 في المائة.

وتؤثّر عاداتُ المغاربة خلال شهر رمضان على وتيرة الزمن المخصّص للنوم، إذ ينحفض بـ37 دقيقة في اليوم، مقارنة مع الشهور الأخرى، كما يؤثّر على عاداتهم الغذائية، حيث ينخفض إلى وجبتيْن، وبخصوص الموادذ الغذائية الأكثر استهلاكا في الشهر الفضيل، يأتي على رأسها الأسماك والبيض والفواكه، وتمثل هذه الموادّ، 11،4 في المائة من سُلّة الاستهلاك الغذائي للمغاربة خلال شهر رمضان.

على صعيد آخر، كشف بحْث المندوبية السامية للتخطيط أنّ شهر رمضان لهذه السنة (1436) هو الخامسُ الذي يُصادف فيه بداية الصيام يوم الخميس، خلال السنوات القمرية الـ56 الأخيرة، وهو الثاني، منذ سنة 1982، الذي يتزامن فيه الشهر الفضيل مع شهري يوليوز وغشت.