مرحبا بكم في منتديات تمازيرت اينو
سررنا جدا بزيارتك شبكة منتديات تمازيرت اينو
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة / يرجي التكريم بتسجيل الدخول ادا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
نتشرف بتسجيلك
شكرا
منتديات تمازيرت اينو
مرحبا بكم في منتديات تمازيرت اينو
سررنا جدا بزيارتك شبكة منتديات تمازيرت اينو
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة / يرجي التكريم بتسجيل الدخول ادا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
نتشرف بتسجيلك
شكرا
منتديات تمازيرت اينو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
موغا فيليكس مشرفا على استقدام العمال من جنوب المغرب نحو شمال فرنسا للعمل في المناجم والمعامل
2 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
zakri74 مدير العام
العمر : 34
بطاقة الشخصية المدير:
موضوع: موغا فيليكس مشرفا على استقدام العمال من جنوب المغرب نحو شمال فرنسا للعمل في المناجم والمعامل السبت أغسطس 12, 2017 7:12 am
موغا فيليكس مشرفا على استقدام العمال من جنوب المغرب نحو شمال فرنسا للعمل في المناجم والمعامل
كثيرة هي الأشعار التي ذكرت "مُوغَا" في أهازيج النساء في الجنوب الشرقي، ولعل الأمر كذلك في سوس. وموغا فيليكس (Félix Mora) لم يكن سوى ثم مشرفا على استقدام العمال من جنوب المغرب نحو شمال فرنسا للعمل في المناجم والمعامل فعلا موغا قام بتغيير أحوال العديد من العائلات .. عائلتي كلها تم استقطابها من طرف موغا للعمل في فرنسا في المناجم او الانفاق او اصلاح ما دمره هتلر في الحرب العالمية التانية
تقول شاعرة بأنه "أفرغ القرى من الرجال"، وأخرى تغدق عليه اللعنات وتتمنى له سوء العاقبة بعد أن أبعد حبيبها عنها وقطع به البحر نحو البلاد البعيدة. وهي تحسب في شعرها الذين اختارهم موغا بأنهم من الأموات، ولم تجد شاعرة من نواحي ورززات سوى موغا فيليكس لتهجو به شابا تقدم لخطبتها، فتنتقص من قيمته ورجولته، وهي تصفه بأنه من الذين تخلص منهم موغا فيليكس، "مَامِيتْصْلْحْ القلدة نْك ولاَ الهِيبِّي نْك هَانَاوْدْ مُوغَا وْرْكْنْ إِيرِي"، أي ما معناه، "ما جدوى قامتك وتسريحة شعرك فحتى موغا لا يرغب في خدماتك".
لكن الذين اختارهم موغى منذ ما يقرب نصف قرن، تغيرت أحوالهم، وكثير من أبنائهم اندمج في البلدان الأوروبية، وأنجب أبناء هناك، منهم من تقلد المسؤولية في بلاد الاستقبال، ومنهم من انغلق على نفسه، وبقي جسدا فرنسيا بروح مغربية، وكثير من أبناء المهاجرين تسلقوا جبل النجاح نحو القمة.
66 ألف مغربي
أشرف موغى فيليكس على تشغيل 66 ألف شاب من الجنوب المغربي، من ورززات (قبل أن تتفرع إلى ورززات وزاكورة وتنغير)، ومن تزنيت وكلميم وتافراوت وأكادير ونواحيه. وكي يختار هذا العدد للعمل في مناجم الفحم بشمال فرنسا، فقد التقى موغا مليون شاب مرشح للهجرة، وانتقى منهم 66 ألفا بين فترة 1956 و1970، بحسب ما أفاد به في شريط وثائقي، عن عودته إلى ورززات للقاء بعض الذين أشرف على تشغيلهم في المناجم الأوروبية بعد عودتهم.
طابع على الصدر
يشرف موغا فيليكس بشكل شخصي على طابور الراغبين في العمل في المناجم الفرنسية، كما تكون السلطات المحلية، من مقدمين وشيوخ، حاضرة لفرض النظام، نظرا للأعداد الهائلة من الحالمين بالفردوس الأوروبي، كما أن السلطات المحلية كانت تقوم ذلك الوقت بتحديد هوية الشبان الرحل، الذين لا يملكون أية وثيقة تثبتُ هويتهم، كما لا يتوفر آباؤهم على كناش للحالة المدنية، ولا عقد زواج، مما يحتم ضرورة تدخل الشيوخ لتحديد هوية المرشح، وإعطاء اسمه والتأكيد على أصوله وأهله.
يتم اختيار المقبولين بناءً على البنية الجسمانية القوية، كأن يزن 50 كيلوغراما على الأقل، وأن يكون عمره بين 20 و30 سنة، وأن يتمتع ببصر جيد، ويتم التأشير على صدر المقبولين بطابع أخضر، فيما يؤشّرُ على المرفوضين بطابع أحمر، لتسهيل التعرف عليه إذا ما تحايل ورغب في التسجيل مرة أخرى.
معاناة
"أذكر أننا اجتمعنا في بومالن في الستينيات ليختار موغا العمال، كان العدد كبيرا، فقد جاء جميع الشبان من كل النواحي، من قلعة مكونة وصاغرو ودادس وتنغير والمناطق المجاورة، وكان هناك تدافع وتعنيف من طرف المخازنية، وتم تعريتنا ليختار موغا القوي والأصلح للعمل"، يقول الحاج لحسن من صاغرو وهو الذي عاد ليستقر بالمغرب بعد أن قضى ثلاثين سنة في العمل بين فرنسا وهولاندا.
ويزيد الحاج لحسن متحدثا عن تجربته مع موغا فيليكس بعد أن كان ضمن الذين اختارهم ببومالن دادس، بإقليم تنغير حاليا، قائلا: "يتفحص العضلات، والأسنان والعينين، تماما كما يفعل من يريد شراء شاة في سوق الأغنام، وهذا ما شعرنا به ذلك الوقت، وشعر به أصدقائي، لكن الخيبة تكون كبيرة بالنسبة للذين لم يخترهم بعد كل تلك المعاناة والصبر". ثم يردف: "بعد ذلك تنقلنا نحو أكادير على نفقتنا، لاستكمال الاجراءَات الطبية والادارية، ثم ذهبنا إلى الدار البيضاء، كانت ذكريات مريرة، لكن كل ذلك لم يذهب سدى".
تغيرات
في كل قرية من قرى الجنوب الشرقي، لا بد أن تجد شخصا أو اثنين من الذين اختارهم موغا فيليكس للعمل في المناجم، بعضهم لم يستحمل ظروف العمل والبعد عن الأهل، وقرر العودة إلى المغرب، وبعضهم بقي هناك اشتغل في المناجم أو في معامل أخرى، وكثير ترك فرنسا في اتجاه دول أخرى، إلا أن وضعية هؤلاء المهاجرين وعوائلهم تحسنت كثيرا مقارنة بالذين لم يسعفهم الحظ في الهجرة، أو الذين لم يرغبوا في الهجرة أصلا.
"ذهب والدي مع الذين اختارهم موغا، وتركنا في القرية، أمي تحكي لي دوما عن معاناتها في السنوات الأولى، حيث تركها والدي، ويقضي عيد الأضحى بفرنسا ونحن نقضيه بالمغرب. كنت صغيرا لا أذكر أشياء كثيرة، لكن أمي تقول لي بأنها عاشت كأرملة، لكن مع مرور السنوات، نجح في إلحاقنا به، وهناك ولدت أنا أبنائي، أشعر بأنني محظوظ، والشيء نفسه بالنسبة لأبنائي".
"فئة كسولة"
من جهته، قال عبد الرحمان عمار، باحث في قضايا الهجرة والاندماج بألمانيا إن موغا فيليكس "ساهم في زلزلة البنيات الاجتماعية للقبائل، والكثير من العائلات الفقيرة تسلقت مراتب السلم الاجتماعي، وبسببه تم فك الارتباط بالحقول كمصدر أساسي للرزق، وزحف الإسمنت على القصبات التقليدية؛ لأن بيوت الإسمنت صارت رمزا للغنى المادي".
وأضاف عمار المقيم بألمانيا أنه "بسبب موغا أيضا تفككت الكثير من الأسر وحرم الكثير من الأبناء من آبائهم بعد أن تركوهم في سن كانوا فيه بحاجة إلى القرب منهم. كما تعودت الكثير من النساء على القيام بدور الأب والأم في الآن ذاته. وبسبب موغا ظهرت فئة كسولة تعودت على الاعتماد على الحوالات المالية بالعملة الصعبة من الأب أو الأخ أو العم في أوروبا".
جيل اليوم وجيل موغا
بخصوص الفرق بين الجيل الحالي من المهاجرين وجيل موغا فيليكس، قال عمار: "جيل موغا كانت ظروف عمله قاسية جدا ولم يكن يشترط كثيراً، وكان يدخر كل سنْتٍ من أجل الأقارب في الوطن. كان جيل موغا يعيش في الغرب بالجسد فقط أما عقله فكان طول الوقت في المغرب. أما الجيل الجديد، فبالإضافة إلى أنه يتضمن فئة متعلمة ومثقفة درست في المغرب أو أوروبا أو تعلمت مهنا معينة، فإن فيه أيضا فئة تسعى إلى الربح السريع والسهل، بدليل امتهان الكثيرين لتجارة المخدرات".
وأوضح المتحدث أن "الجيل الجديد جيل أناني نوعا ما، ويسعى إلى التحرر من ضغط الأسرة قدر الإمكان، وصار شراء سيارة فارهة أولى من بناء بيت أو شقة. جيل اختار الهجرة بطريقة قانونية أو غير قانونية، لكنه يصر على إسماع صوته وعلى الاحتجاج. هذا الاندفاع قاد الكثيرين إلى الجريمة أو التطرف الديني".
anaconda178 نائب المدير
العمر : 42
بطاقة الشخصية المدير:
موضوع: رد: موغا فيليكس مشرفا على استقدام العمال من جنوب المغرب نحو شمال فرنسا للعمل في المناجم والمعامل السبت أغسطس 12, 2017 7:34 am
فيليكس موغا Felix MORA الضابط الفرنسي ورئيس مكتب الشؤون الأهلية بكلميم إبان فترة الحماية الفرنسية بالمغرب ، ولذي اختير من طرف مناجم ومعامل فرنسا كوسيط مكلف بالبحث عن اليد العاملة المناسبة بمناطق الأطلس الصغير وادنون لمعرفته الدقيقة بالجنوب المغربي، فكان يقوم بعمليات اختيار وجلب اليد العاملة النشيطة من هذه المناطق استجابة للخصاص الحاصل في الفئة النشيطة بفرنسا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث يأتي مرفوقا بزوجته ومعاونيه إلى الجنوب فيتصل بالسلطات المحلية من اجل تسهيل مهمته، فيتم إخبار السكان عن يوم مجيء موغا ليحضر العمال العاطلون الباحثون عن الشغل في الزمان والمكان المتفق عليه، فيصطف الأهالي في طوابير حسب القبائل أمام كل طابور شيخ القبيلة أو عون السلطة، وذالك في الهواء الطلق في ساحة قرب أحد المراكز الإدارية ( بكل من كلميم و بويزكارن وافران و تغجيجت ...) وصدورهم عارية منتظرين دورهم حيث يتم التأشيرة عليها إما بالطابع الأخضر للمؤهل والمستوفي للشروط أو الأحمر للغير المؤهل والعاثر الحظ ، وكان يختار الشباب الأقوياء مفتولي العضلات اقل من 30 سنة. وكان له الفضل في تهجير العديد من أبناء هذه المناطق للعمل بمناجم فرنسا وبمعامل سيمكا ورونو وبوجو غيرها ، مما ساهم في تنمية المنطقة بفضل عائدات هؤلاء العمال من العملة الصعبة.
بعد استكمال الفحص الأولي بالعين المجردة يرسل العامل المختار لاجتياز فص طبي أولي بمستشفى اكادير ثم بفص طبي آخر بعين برجا بالدار البيضاء، حيث تستكمل إجراءات عقدة العمل والإجراءات الإدارية، وكذا الحصول على جواز سفر.
وقد تكررت عمليات جلب اليد العاملة أكثر من سنة حسب الخصاص وأشهر هذه السنوات التي انخرط فيها الكثير من العمال كانت أولاها سنة 1939 دون معرفة من المشرف عليها ثم سنوات1948 والمعروفة محليا بالسفر إلى بوردو، ثم سنة 1952 وبعقد عمل إما طويلة الأمد أو قصيرة الأمد لمدة أربعة أشهر ثم 1961 و 1962 إلى حدود ماي 1968 وبعد ذلك يتم التشغيل بعقد اقل من سنة إلى تاريخ الإغلاق النهائي لمناجم الشمال والشرق الفرنسيين.
لتبدأ مرة أخرى عملية اختيار العمال بواسطة عقدة العمل التي ترسل من المعامل الفرنسية إلى مكتب الشغل باكادير الذي يشرف على العملية وكان شباب المنطقة يقصدون الكتاب العموميون أمثال: بلوش بسوق بويزكارن و بوهو بسوق افران لتحرير طلبات البحث عن الشغل وترسل إلى المعامل بفرنسا أو إلى مكتب التشغيل أو إلى احد الوسطاء الفرنسيين المسمى ب" كلويس CLOESSE " وعلى يده هاجر نخبة من اليد العاملة إلى فرنسا وبلجيكا سنة 1970 واستمرت هذه عملية التشغيل بالعقدة إلى سنة 1974 .
-- ما تزال الذاكرة الجماعية بمنطقة سوس ودرعة ومنطقة واد نون تحتفظ باسم «موغا»-
فليكس موغا (Félix Morat) ضابط صف فرنسي، كان قد اشتغل في العديد من المناطق بالأطلس الكبير وسوس والأطلس الصغير وواد نون، حيث كان رئيسا لمكتب الشؤون الأهلية بكلميم، بعد الاستقلال، تم تكليفه من شركات مناجم الفحم الحجري في شمال فرنسا ب Bas de callet و L’Alsace-Lorraine لانتقاء اليد العاملة القادرة على العمل في مناجم الفحم من هذه المناطق التي كان “موغا” يعمل بها سابقا ويعرفها حق المعرفة. وتمكن من انتقاء أزيد من 66 ألف عامل، بناء على معايير صارمة، كما صرّح “موغا” شخصيا في برنامج خاص لإحدى القنوات التلفزية الفرنسية.
ما تزال الذاكرة الجماعية بمنطقة سوس ودرعة ومنطقة واد نون تحتفظ باسم «موغا»، الشخص الذي انتدبته الدولة الفرنسية في ستينيات القرن الماضي من أجل اختيار فئة من الشباب، للعمل بمناجم الفحم الحجري بشمال فرنسا. الاختيار وقع على المناطق النائية من سوس ومنطقة واد نون، بحكم أن «فليكس موغا» خبر أهلها عندما كان ضابطا في الجيش الفرنسي بكلميم. استطاع الرقيب «فليكس موغا» أن يختار ما يقرب من 70 ألفا من شباب البوادي المغربية، معتمدا على المقاييس التي اعتمدها الأمريكيون عندما كانوا يهجرون آلاف السود من إفريقيا إلى أمريكا عبر المحيط الأطلسي. كان موغا يختار الشباب الذين يتراوح سنهم ما بين 22 سنة و30 سنة، سليمي البينة، ومن الأميين في الغالب، مركزا على العناصر الأكثر فقرا والأقدر على العمل الشاق حتى ولو كان مواجهة الموت وجها لوجه. كانت الغاية ملء الفراغ الذي تركته اليد العاملة الجزائرية في مناجم الفحم بشمال فرنسا، التي رجعت إلى بلادها التي خرجت للتو من تحت السيطرة الاستعمارية الفرنسية، الأمر الذي أضحى يهدد مناجم فرنسا ومن ورائها صناعاتها الثقيلة بالكساد، فكان المغرب وجهة الباحثين عن «عبيد» لإنقاذ مناجم فرنسا من الإغلاق قبل الأوان..
حسب ما ترجحه بعض الروايات، فإن «موغا» كان متمكنا من عمله، وكان يسيطر على المنطقة بيد من حديد، ولهذا تم تفويت أمر الإشراف على تحقيق الصفقة إليه دون غيره من المسؤولين العسكريين.
لكن السبب وراء تكوين أسطورته، هو إدراك السلطات الفرنسية أن منطقة الجنوب كانت مليئة بنموذج اليد العاملة المغربية التي تصلح لذلك النوع من الأشغال التي تتطلب لياقة بدنية عالية. فرنسا تدرك أن أكثر الهزائم التي ألحقت بالجيش الفرنسي كانت في الجنوب المغربي، خصوصا في الجنوب الشرقي لأكادير، وهكذا أدركت مبكرا أن اللياقة البدنية لأناس الجنوب عالية جدا، ولكي تتمكن من السيطرة على عملية نقل اليد العاملة إلى المناجم، كان يلزمها مشرف عسكري في مستوى الصرامة المطلوبة، وأيامها كان «موغا» في قمة عطائه العسكري على رأس مكتب كلميم، وكان يحصي أنفاس الأهالي هناك، ويحاول إخماد جميع التمردات. استغلت الإدارة العسكرية صرامة «موغا»، وأضافت إليها بعض التوابل لتصنع منه الأسطورة.
أولى صفقات تهجير المغاربة إلى مناجم الشمال الفرنسي
تقول بعض الروايات إن أولى الصفقات التي نقلت اليد العاملة المغربية إلى فرنسا، كانت غامضة ولم تكن هوية المكلف بها معروفة. كان هذا بالضبط سنة 1930.الأكيد أن موغا لم يكن خلفها لأنه وقتها لم يكن قد ألحق بمنصبه السيادي بعد. وتقول روايات أخرى أن أولى الصفقات التي رحل بموجبها المغاربة إلى فرنسا، قد تمت سنة 1939 بالضبط. ولا توجد أي مصادر تاريخية الآن تؤكد هوية الشخص الذي كان واقفا خلف إبرام تلك الصفقات. لكن المرجح أن المستفيد الأكبر منها هو إدارة المناجم الفرنسية، بتنسيق مع الجهاز العسكري الفرنسي. وقد تم اختيار العمال بعناية ممن كانت بنيتهم الجسمانية مناسبة للأشغال الشاقة بالمناجم. هذه التجربة كللت بالنجاح، رغم المدة القصيرة التي قضاها أولئك العمال المغاربة هناك. تقول بعض الإشارات إنهم قضوا سنة أو سنة ونصف السنة، ثم تمت إعادتهم إلى المغرب بعد أن صرفت لهم أجورا عن خدمة تلك المدة، أي أنهم لم يكونوا يحصلون على أجور شهرية وكان يتم استقبالهم في أماكن ضيقة قضوا داخلها مدة العمل كلها، دون أن يستفيدوا من يوم عطلة واحد. لم تعاود فرنسا الكرة مرة أخرى، ولم تعاود طلب اليد العاملة المغربية إلا سنة 1948. وحسب المتخصصين في التاريخ، فإن هذه الصفقة كان قد أطلق عليها اسم صفقة «بوردو». بعدها جاءت تعاقدات أخرى اشتهر فيها اسم «موغا» واستمرت إلى نهاية الستينات، وهكذا جرت عمليات تهجير خلال سنة 1952 وبعقود عمل إما طويلة الأمد أو قصيرة الأمد لمدة أربعة أشهر ثم 1961 و 1962 إلى حدود ماي 1968
والحقيقة أن اسم موغا كان قد بدأ في الانتشار قبل تلك الفترة بقليل، نظرا لسمعته العسكرية في منطقة الجنوب. استمرت التعاقدات إلى نهاية الستينات، أي بعد حصول المغرب على الاستقلال لكنها أخذت طابعا آخر، وأصبحت شروط العمل أكثر احتراما لإنسانية المغاربة، واستمرت إلى أن تم إغلاق مناجم الشمال والشرق نهائيا، بداية السبعينات.
وصف شخصية موغا
هناك رواية يمكن أن نعتبرها الأقرب إلى وصف شخصية «موغا» أكثر من بقية الشهادات. يقول صاحبها، والذي قال في بداية التسجيل إن اسمه محمد بن الحسين، والذي كان عمره يتجاوز التسعين سنة، وقت تسجيل شهادته التي تعود إلى سنة 1991. يقول: «من يكون «موغا». الجميع كانوا يعرفونه. عندما تكون سيارته الرمادية قادمة في اتجاه القرية، يأمر الآباء أبناءهم بالاختفاء فورا. أنا خبأني والدي في البئر لأزيد من أسبوع، لأنني كنت الذكر الوحيد من بين بناته الكثيرات، ولم يكن مستعدا لرؤيتي أسافر مع الذين سيختارهم «موغا» لأنه يحتاجني للقيام بأعمال الزراعة. كان أقراني يخافون من «موغا» لأنه يأخذهم نحو المجهول بعد أن يتفحص أسنانهم وصدورهم وأرجلهم ويختبر قدرتهم على الصبر أيضا. لقد اختبرني مرة واحدة فقط، ولم أسافر لأن والدي منح المقدم كيسا كاملا من الزرع، حتى لا يختارني «موغا». عندما رأى موغا أنني أصلح للعمل، أخذني أحد الجنود إلى الشاحنة وجاء المقدم في غفلة منهم أنزلني منها، وأمرني أن أختبئ وراء الشاحنة إلى أن يعطيني إشارة بالانصراف، وفعلا تسللت ونجوت بجلدي. عندما وقفت أمام موغا لم أفهم أي كلمة مما دار بينه وبين الطبيب. كان الطبيب يرتدي بذلة بيضاء، ويتفحصني بأداة خاصة يضعها داخل فمي. لكن «موغا» كان يحشر أصابعه في فمي بقوة ويتفحص لساني وأسناني تماما كما نتفحص نحن البغال في الأسواق الأسبوعية. لم يكن موغا يقبل أن أنظر في عينيه مباشرة، لأنني عندما حاولت النظر إليه، أمرني المقدم الذي كان يعرف والدي أن أنزل عيني إلى الأرض، وقال لي إن موغا إذا اكتشف أنني أنظر في عينيه مباشرة، فسوف يغرز فيهما سكينه الصغير وهكذا بقيت أنظر إلى الأرض»
موغا فيليكس مشرفا على استقدام العمال من جنوب المغرب نحو شمال فرنسا للعمل في المناجم والمعامل