آيت باعمران عاصمة أكناري حرب على الحشرة القرمزية
تتصدر منطقة آيت باعمران بإقليم سيدي إفني إنتاج الصبار على الصعيد الوطني، من خلال ضيعات تصل مساحتها أكثر من 80 ألف هكتار، وفقاً لمعطيات المديرية الجهوية للفلاحة بجهة كلميم واد نون؛ حتى باتت تسمى "عاصمة الصبار"، أو "اكناري" بلسان الساكنة المحلية.
وتنتشر في الإقليم نفسه أكثر من 80 تعاونية خاصة بإنتاج الصبار، وتضم آلاف المنتجين، وتشغل يدا عاملة مهمة في النشاط الاقتصادي الأبرز في الإقليم، وتتوفر المنطقة أيضا على وحدة صناعية خاصة بإنتاج وتلفيف فاكهة الصبار.
وتسود مخاوف حالياً في أوساط المنتجين في المنطقة، بعد انتشار مرض الحشرة القرمزية في بعض ضيعات الصبار في المغرب؛ وهو مرض يصيب نبات الصبار ويخلف أضراراً كبيرة بالضيعات، ويقضي على محاصيل هذه الفاكهة الشعبية في المغرب.
ويرى عبد الرحمن بوفيم، وهو مسير تعاونية لإنتاج الصبار بسيدي إفني أن "هناك مخاوف كبيرة لدى المنتجين من وصول هذا الوباء إلى منطقة آيت باعمران، ويلزم السلطات تنزيل المزيد من الإجراءات الوقائية الملموسة على الأرض؛ لأن مناطق الإنتاج شاسعة وكثيرة المداخل، يصعب مراقبتها كلها".
وأضاف المتحدث أن "المنتجين لم يعُوا بعد خطورة هذا المرض، بالرغم من حملات التحسيس التي قامت بها وزارة الفلاحة، وهذا المرض أكبر من أن تتحمله تعاونية أو منتج واحد، بل يجب تتضافر جهود الجميع الجهات المعنية من أجل محاصرة الأضرار المتوقعة".
وأشار بوفيم إلى أن تعاونيات الصبار بسيدي إفني "تسهم بشكل كبير في الاقتصاد المحلي والوطني، وتشغل يدا عاملة مهمة وأصبح إنتاج اكناري يحقق رقم معاملات تجارية أكبر من رقم معاملات إنتاج السمك والنشاط التجاري في ميناء سيدي إفني".
وأفاد مسير التعاونية التي تعمل في قطاع إنتاج الصبار بأن "المنطقة تصدر هذا المنتوج إلى باقي جهات المغرب وحتى إلى خارج الوطن، بمعدل أكثر من 50 شاحنة بحمولة عشرة أطنان يوميا إلى جهة الدار البيضاء لوحدها، ويبدأ الإنتاج من شهر يوليوز إلى حدود شهر أكتوبر".
في المقابل، يرى محمد الضرفاوي، المندوب الجهوي للفلاحة بكلميم واد نون، أن "المنطقة حاليا محمية من المرض وخالية من هذه الحشرة، ولم تسجل أية حالة، هناك مراقبة صارمة وتتبع يومي بالتنسيق مع المنتجين والتعاونيات والغرفة الفلاحية وجميع الفعاليات من خلال شبكة تشتغل بشكل يومي ومكثف تتقاسم المعلومات مع جميع المعنيين".
وأضاف المتحدث أن "المندوبية الجهوية للفلاحة وضعت خططاً للوقاية والتدخل في حالة تسجيل أية حالة للسيطرة عليها في بدايتها؛ لأن مناطق الإنتاج شاسعة، وتمتد على مساحة أكثر من 80 ألف هكتار من إقليم سيدي إفني إلى تخوم واد درعة بإقليم طانطان"، مشيرا المسؤول إلى أن "وزارة الفلاحة تشتغل مع التعاونيات والمنتجين من خلال شراكات، وقامت الوزارة بإنجاز أكثر من 200 كيلومتر من المسالك الطرقية الرابطة بين الضيعات لتسهيل عمليات الإنتاج والنقل بواسطة الشاحنات".
وظهرت الحشرة القرمزية أو "الكوشني | Dactylopius opuntiae" بالمغرب في أواخر سنة 2014، وتصيب نبات الصبار فقط، وتتميز بلون أحمر داكن نظرا لإفرازها سائل "الكرمن"، وتستوطن الغابات الاستوائية وشبه الاستوائية في أمريكا والمكسيك.
هذه الحشرة تصيب نبات الصبار على شكل كومات بيضاء تشبه القطن، وتتحرك إلى حافة لوحة الصبار حيث يمس الريح خيوط الشمع ويحملها إلى نبات جديد، وتلحق خسائر مهمة في الإنتاج لكونها تقتات على نبات الصبار، حيث تمتص سوائله؛ وهو ما يؤدي إلى جفافه وموته في حالة شدة الإصابة، إلا أن تناول فاكهة نبات الصبار لا يشكل أي ضرر صحي على المستهلك".
جدير بالذكر أن وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات أعلنت، في شهر يونيو الماضي، أنها رصدت غلافا ماليا قدره 80 مليون درهم؛ لتعزيز تدابير محاربة الحشرة القرمزية للصبار، وكذا إحداث لجنة لليقظة تتولى تدبير وتتبع برنامج اقتلاع ودفن الأغراس الأكثر تضرراً