zakri74 مدير العام
العمر : 34
بطاقة الشخصية المدير:
| موضوع: مساهمات الفنون الامازيغية بمنطقة سوس في قيمنا الاسلامية الأربعاء مايو 26, 2010 3:55 am | |
| مساهمات الفنون الامازيغية بمنطقة سوس في قيمنا الاسلامية
هدف من هذا الموضوع الطويل هو اظهار بان فنوننا الامازيغية لا تتعارض مع الاسلام كدين و كشريعة و كاخلاق كذلك و الذين يعتقدون غير ذلك اذن هم لن يفهموا هذا الموضوع ان مهتمين بالفن الامازيغي عموما ان اتطرق ضمن هذا الموضوع الى ظاهرة المجموعات الامازيغية الحديثة و المتميزة بطابعها الهادف مثل اوسمان و ارشاش و انرزارن و غيرهما لكنني اريد المزيد من المعلومات حول تاريخ هذه المجموعات التي انطلقت من منطلق الحفاظ على هويتنا الامازيغية و نشر الفن
ان الفن بشكل عام الذي هو شيء ناتج عن وعي الشعوب بضرورة التعبير عن هوياتها الحضارية و الثقافية و الدينية فالفن يعبر عن هويات الشعوب و افكارهم المختلفة و عن تقاليدهم الخصوصية و شخصيا اعتبر بان الفن رسالة انسانية تنادي الى قيم السلام و التعايش و حوار الحضارات الذي نحتاجه اكثر من اي وقت مضى بسبب ظهور التطرف بكل ابعاده و يلعب الفن ادوارا مهمة في ابراز مشاكل الشعوب على عدة اصعدة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية
فالامازيغيون كغيرهم من الشعوب القديمة عرفوا معنى الفن و الابداع من خلال مجموعة من الرموز كالنقوش الصخرية المتنشرة في الدول المغاربية و جنوب الصحراء الافريقية و عرفوا المسرح و اخترعوا حروفهم الخاصة بهم و تسمى بتيفيناغ و هي تعتبر من اقدم كتابات التي عرفها الانسان القديم .
ان الحضارة الامازيغية اعطت العديد من الفنون الحاملة لقيمنا الاسلامية و هذه الاخيرة رسخت الكثير من المبادئ مثل الاحترام و التوقير و في هذا الاطار سابدا بفن من فنوننا الامازيغية العريقة في سوس و هذا الابداع قد اسس العديد من المدارس المتميزة كمدرسة سيدي حمو الطالب و الحاج بلعيد و بوبكر انشاد و الحاج محمد الدمسيري و فاطمة تاباعمرانت اليخ و هذا الفن هو من طبيعة الحال فن الروايس العريق بتاريخه و رموزه و قصائده الخالدة.
و قد اهتم فن الروايس بالعديد من المواضيع المختلفة و المتعلقة اساسا بحياة المجتمع الامازيغي و من اهم هذه المواضيع نجد الدين و الغزل برموزه التي تحترم الطابع المحافظ لمجتمعنا و النضال من اجل الدفاع عن حقوقنا الثقافية و اللغوية و القضايا الانسانية كالقضية الفلسطينية لكنني ساركز على موضوع الدين في فن الروايس وان الدين الاسلامي له مكانة عظيمة في المجتمع الامازيغي المغربي الذي حافظ على مكانة الاسلام و رسخ قيمه و مبادئه في الوجدان المغربي بل اكثر من ذلك يعتبر الدين جزء من تقاليدنا الاجتماعية و جزء حياتنا اليومية و اللغة الامازيغية نفسها هي لغة الاذب و لغة الاخلاق .
قد اهتم هذا الفن كثيرا بالدين حيث ابدع المئات من القصائد الدينية المتحدثة عن اركان الاسلام الخمس و خصوصا فريضة الحج العظيمة التي اخذت مكانة كبيرة في اغناني الروايس حيث يعد هذا بمثابة محاولة لشرح مقاصد الحج الى الذين لا يفهمون لغة الخطاب الديني الرسمية و هي من طبيعة الحال العربية الفصحى اذن فن الروايس قام بمقام الجهات الوصية على الاوقاف و الشؤون الاسلامية في نشر التوعية الدينية بلغة التي يفهمها اغلبية المغاربة
و هناك شعر المقاومة في الاغنية الامازيغية في الريف و الاطلس المتوسط و في سوس و المقاومة كما يعلم الكل هي قيمة من قيمنا الاسلامية النبيلة و الشريفة و هي تعني الدفاع عن الاسلام و الارض و العرض فالمقاومة الامازيغية دافعت عن هذه المقدسات بطرق مختلفة و بينها الشعر الرمزي في عهد الحماية وان الرايس المقاوم الحسين جانتي الذي حارب الاحتلال الفرنسي بسلاح الكلمة الهادفة التي تعتبر مثل الرصاص او اشذ منه
و هناك طبعا الحاج بلعيد رمزا لاصالتنا الامازيغية و قيمها المحاففظة التي تكره الاستعمار بكل ابعاده العكسرية و الايديولوجية و التكفيرية الرامية الى منع الادراك و التقدم النافع فالحاج بلعيد عاش في عهد الحماية و دافع في اغانيه الخالدة عن الدين كنوع من انواع شعر المقاومة حسب اعتقادي المتواضع و كما نعلم فهناك بعض المناطق السوسية لم يدخلها الاستعمار الا بعد تاسيس الحركة الوطنية بفاس اذن شعر المقاومة في سوس اعتمد كثيرا على الوعي و استخدام الدين بشكل ايجابي في استقطاب الناس لمواجهة المستعمر الغاشم فالدور الذي يلعبه فن الروايس انذاك يعتبر مركزيا في نشر روح الوطنية الصادقة و حب مقدساتنا الحقيقية و بعد الاستقلال خرجت قصيدة الرايس المتميز احمد امنتاك و هي تحت عنوان الله اوطن و هذه القصيدة تعبر عن فرح المغاربة بسبب مجيئ الاستقلال و رجوع الملك المرحوم محمد الخامس الى ارض الوطن
ان الحديث عن الدور الكبير الذي يلعبه فن الروايس في نشر الوعي الديني هو حديث طويل و من بين الرايسات اللواتي عملن على هذا الاتجاه الاستاذة المناضلة فاطمة تاباعمرانت التي اعتبرها جوهرة ثمينة في الغناء الامازيغي او امارك ن تمازيغت حيث اختارت الغناء الهادف منذ عقد التسعينات و تطرقت هذه الاخيرة في اغانيها الى المواضيع المتعلقة اساسا بالطبيعة و الدين بكل ابعاده التربوية و الوجدانية حيث عندها العديد من القصائد الرائعة كقصيدة امارك المفضلة لدي و التي تتطرق لمعاني الاتنماء الى الامة الاسلامية و الرسول الاكرم و عندها قصيدة جميلة حول محو الامية بالنسبة للمراة الامازيغية التي لا تعرف القراءة ولا الكتابة و لا كيف تقوم بفرائضها الدينية كالصلاة مثلا اذن فاطمة تاباعمرانت اعتمدت في اغانيها الدينية على اساس توعية عامة الناس و خصوصا المراة الامازيغية التي تعاني من عدة مشاكل اجتماعية كالامية و التهميش خصوصا في العالم القروي
و هكذا فالاستاذة المناضلة فاطمة تاباعمرانت هي تعد خير مثال لاغنية روايس الدينية الى جانب اخرين مثل المرحوم عمر واهروش و المرحوم محمد الدمسيري و الحسين امنتاك و مبارك ايسار و اعرب اتيكي و غيرهم الكثير و فن الروايس جزء مهم من بعدنا الديني الضخم لكنه غير معروف | |
|