منتديات تمازيرت اينو
مرحبا بكم في منتديات تمازيرت اينو
سررنا جدا بزيارتك شبكة منتديات تمازيرت اينو
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة / يرجي التكريم بتسجيل الدخول ادا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
نتشرف بتسجيلك
شكرا


منتديات تمازيرت اينو
مرحبا بكم في منتديات تمازيرت اينو
سررنا جدا بزيارتك شبكة منتديات تمازيرت اينو
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة / يرجي التكريم بتسجيل الدخول ادا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
نتشرف بتسجيلك
شكرا


منتديات تمازيرت اينو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات تمازيرت اينو

منتديات تمازيرت اينو
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  جماعة تيغمي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
zakri74
مدير العام
مدير العام
zakri74


العمر : 34

بطاقة الشخصية
المدير:

 جماعة تيغمي Empty
مُساهمةموضوع: جماعة تيغمي    جماعة تيغمي Emptyالجمعة مارس 11, 2011 2:15 am

جماعة تيغمي

 جماعة تيغمي 642486875_small

1 ـ الوضعيـة الإداريــة : أحدثت الجماعة القروية لتيغمي بموجب التقسيم الجماعي لسنة 1975

_______ حدود الجماعة _____

شمالا : جماعة أنزي

جنوبا : جماعة سيدي أحمد أوموسى

شرقا : جماعة أيت إسافن

غربا : جماعة وجان

الوضع القانوني للجماعة : جماعة قروية

تسميتها : جماعة تيغمي

الانتماء : قيادة أنزي، دائرة أنزي، إقليم تيزنيت، جهة سوس ماسة درعة
المركز الرئيسي : مركز تيغمي 39 كلم شرق مدينة تيزنيت ـ 139 كلم عن مركز الجهة ـ أكادير
الوصول إلى مركز الجماعة انطلاقا من مقر العمالة : الطريق الجهوية رقم 104

المساحة الاجمالية : 137 كلمتر مربع

______________ معطيات سكانية ____________

تقطن بالجماعة كباقي مناطق الجنوب المغربي ساكنة أمازيغية أصيلة تدل كل المؤشرات التاريخية والانتربولوجية التي توصلت إليها الأبحاث والدراسات العلمية الحديثة على أن استقرارها يعود إلى مئات القرون مما يسقط كل التأويلات السابقة التي تلحق الساكنة بأصول شرقية ومنها روايات ذ محمد المختار السوسي الذي يربط قبائل إداولتيت بجد إسمه ولتيت وينمتي إلى سلالة علي أبي طالب رضي الله عنه ، وهذه الرواية تفتقد إلى الدلائل العلمية الثابتة على صحتها وتسقط في الحسبان الساكنة التي كانت مقيمة بالمنطقة مئات السنين قبيل الاسلام كما لا تخفى وظيفتها السياسية.

وعموما تبقى حقيقة أصل الساكنة المحلية رهينة بالدراسات والبحوث العلمية الدقيقة المبنية على مناهج علمية محضة لا ترتهن بخلاصات سياسية مسبقة. وتلك مسؤولية أبناء المنطقة وأطرها قبل غيرهم.

عدد السكان حسب إحصاء 2004: 7566 نسمة مقابل 10383 سنة 1994

عدد الأسر : 1350 مقابل 1789 أسرة سنة 1994

عدد الدواوير : 85 دوارا

الكثافة السكانية : 55 ن / كلم مربع

نسبة الفقر : %22,17

نسبة الهشاشة : % 23,42

مؤشر شدة الفقر : % 2,77

التفاوت الاجتماعي : % 41,57

مؤشر التنمية البشرية: % 0,569

مؤشر التنمية الاجتماعية: % 0,525

ينتظم السكان في إطار مؤسسة الدوار أو القرية التي تختلف باختلاف حجم وعدد الساكنة وتترواح الدواوير بين تجمعات متركز وأخرى متشعبة وترتبط الأسر في الغالب بعلاقة القرابة ويتراوح عدد سكان الدواوير بين 10 نسمة بدوار أيت وادي و 390 بدوار إد طوار. وتشرف جماعة الدوار التي تجتمع غالبا في المسجد خصوصا في الأعياد والمناسبات على تدبير الشؤون العامة للقرية أو التجمع السكني عبر آليات ومؤسسات موروثة عن النظام القبلي المنحل، ويتم اتخاذ القرارات في الغالب بشكل جماعي مع تأثير بعض الأشخاص خصوصا الوجهاء والأعيان أصحاب الثروة بإيعاز وتوجيه من رجال الدين ـ فقهاء، أئمة المساجد .

وقد برزت بالمنطقة منذ أواخر القرن الماضي جمعيات تنموية تحاول تدبير الحياة العامة وفق رؤى حديثة وأطلقت مبادرات ومشاريع لازال تأثريها محدودا ووقعها شبة منعدم خصوصا في أبعاد التغيير والتحديث.

وتعاني المرأة المحلية بتيغمي شأنها شأن باقي النساء بالمنطقة من الأمية والاقصاء الاجتماعي والاقتصادي بكل مظاهره كما تغيب كرها من الانخراط في الحياة العامة واتخاذ القرار رغم دورها الرئيسي في تدبير شؤون البيت الداخلية، وتشكل وضعية المرأة إحدى أكبر معوقات التنمية المحلية . ورغم الجهود المبذولة على مستوى التربية غير النظامية وخلق بعض التعاونيات والأنشطة المذرة للدخل من طرف النسيج الجمعوي المحلي تبقى وضعة المرأة كارثية بكل المقاييس ن ويبقى معها سؤال التنمية أمام تحديات شائكة.

__________ المعطيات الطبيعية __________

التضاريس

ـ يغلب عليها إجمالا طابع الارتفاع، حيث تمثل المرتفعات المنتمية لسلسلة جبال الأطلس الصغير نسبة كبيرة من مساحة الجماعة و يبلغ أقصى علوها 1082 متر وأدناها 298 متر عن سطح البحر.

ـ تمثل الغابة جزءا مهما من مساحة الجماعة و يتميز الغطاء النباتي بتنوعه مع سيادة أشجار الأركان بشكل كبير، إلى جانب أشجار أخرى كالصبار، الخروب، الزيتون والنخيل المتمركز بالأساس في المنخفضات وعلى ضفاف الأنهار.

ـ توجد بالمنطقة ثروة حيوانية ووحيش متنوع تعرض في السنوات الأخيرة لاختلالات خطيرة أفضت إلى إندثار أصناف حيوانية هامة كالغزلان وتكاثر غير طبيعي لأصناف أخرى كالخنزير، وتتنوع الحيوانات البرية الكائنة بالمنطقة ومنها : الأرنب البري، الغزلان بأعداد ضئيلة، الخنزير البري، الثعلب، الذئب، السناجب، الثعابين بأصناف متنوعة منها الكوبرا، العقاريب ومنها أخطرها على الانسان ـ عقرب أندرينوس موراتينوس andrénaus mauratinus ...هذا إلى جانب حشرات متنوعة وأصناف متعددة من الطيور.

وتشكل هذه الثروات الطبيعية مؤهلات سياحية هامة لم تستثمر حتى الان بالشكل الأمثل للمساهمة في التنمية الشاملة للمنطقة.

المناخ : تمتاز المنطقة بمناخ قاري جاف وحار صيفا وبارد شتاء ويصل معدل التساقطات في العقد الأخير إلى 137.18 ملم سنويا .

معدل الحرارة السنوي : 21.5°C

أعلى معدل للحرارة : °C 37 تسجل في فصل الصيف شهر يوليوز ـ غشت

أدنى معدل للحرارة : °C 7 تسجل في فصل الشتاء شهر يناير

درجة الحرارة القصوى : °C 44

درجة الحرارة الدنيا : °C3

يتميز مناخ المنطقة بارتفاع عدد الأيام المشمسة في السنة، ويعرف باستمرار هبوب رياح الشركي.

الهيدروغرافيا : تخترق الجماعة شبكة من الأنهار والوديان التي يرتبط نشاطها بحجم التساقطات المطرية ، وتغذي مياه هذه الأنهار سد يوسف بن تاشفين كما تمارس على ضفافها أنشطة فلاحية مسقية على نطاق محدود ـ حوض إدباها نمودجا . ومن جهة أخرى تغذي هذه الأنهار الفرشة المائية والعيون التي تميز جماعة تيغمي وتؤهلها لاستثمار الثروة المائية في أنشطة فلاحية متنوعة .

ويوجد على تراب الجماعة سد تلي واحد ذو وظيفة محدودة تتمثل بالأساس في إنعاش الفرشة المائية وأبار المناطق المجاورة له.

وتستغل المياه عموما سواء العيون ـ الابار ـ أو المياه المخزونة في خزانات خاصة عامة في تزويد الساكنة بالماء الشروب إلى جانب أنشطة ري بعض الضيعات الصغيرة المتركز بجوار الابار والأنهار.

3 ـ المرافق الادارية والبنى التحتية :

تتوفر جماعة تيغمي على عدة مرافق إدارية ما فتئت تتعزز مع مرور السنوات مستفيدة من موقعها الاستراتيجي المتواجد على الطريق الجهوية 104 الرابطة بين تيزنيت وتافراوت ومنها بالأساس :

شبكة طرقية منها الطريق الجهوية 104 إلى جانب شبكة من الطرق غير المعبدة والتي عرفت تطورا نسبيا لكنها لم ترقى بعد إلى مستوى الاسهام في فك العزلة عن السكانة خصوصا في القرى والمداشر التي تعاني الأمرين خلال المواسم الممطرة .

السوق الأسبوعي

إصطبل للحيوانات ملحق بالسوق الأسبوعي

مجزرة جماعية

مقر الجماعة القروية

مقر القيادة ـ خليفة

إعدادية الرازي

دارالطالب ـ دار الطالبة

النادي النسوي

ثلاث مجموعات مدرسية مع 11 فرعية تابعة لها بمختلف الدواوير إلى جانب عدد من رياض الأطفال ومراكز التربية غير النظامية ـ تابعة للجمعيات في الغالب

مركز صحي

صيدلية واحدة

مكتب البريد

مسجدين إلى جانب عدد من المساجد بمختلف الدواوير

المواصلات : تتنوع ومنها

خدمات النقل العمومي : سيارات الأجرة ـ حافلات النقل العمومي العابرة إلى تافراوت ـ حافلات أزغار الكبرى سيارات النقل الخاص

خدمة البث الاذاعي والتلفزي متوفرة بنسبة كبيرة ما عدا البث الأرض للقناة الثانية 2M

خدمة الهاتف الخلوي خصوصا اتصالات المغرب وباقي الشكرات بنسبة تغطية أقل.

خدمة الأنترنيت متوفرة بمركز الجماعة بشكليها السلكي واللاسلكي بدرجة أقل

نادي للأنترنيت بمركز الجماعة

_____________ المؤهلات الاقتصادية __________


تزخر جماعة تيغمي بمؤهلات وثروات أقتصادية هامة شأنها شأن باقي جماعات دائرة أنزي ومنها بالأساس :

الصناعة التقليدية : توجد بتراب جماعة تيغمي صناعة تقليدية متنوعة وغنية موروثة منذ قرون وبالإضافة إلى فرادتها وتميزها تتميز المنتوجات المحلية بجودتها الدائعة الصيت في كل أصقاع العالم. وتشغل الصناعة التقليدية بتيغمي قطاعا هاما من الساكنة المحلية من الذكور والنساء على حد سواء وتوجه منتوجاتها إلى الأسواق المحلية الأسبوعية كما يتم نقل جزء هام منها إلى مختلف المدن المغربية وكذا الخرج وخصوصا الخزف والجلد .

صناعة الخزف : يقع دوار أفازور على مشارف مركز تيغمي في مرتفعات تتميز بتربة متميزة توظفها الساكنة المحلية في إنتاج أواني خزفية متعددة الاستعمال كانت في البدء موجهة لتلبية الحاجيات المنزلية قبل أن تتطور مع تطور المجتمع المحلي وانفتاحه على ثقافات وأسواق جديدة إلى مستوى صناعة منتوجات موجهة للسياحة وغيرها ونذكر من المنتوجات الخزفية الرئيسية : طاجين افاوزور المميز بلونه وشكله.

صناعة الدباغة : تتركز الصناعة الجلدية بمجموعة من الدواوير وتنتج منتوجات جلدية أهمها أحذية إدوكان بدواوير إغير واسعدوين، دوار إدبها، تينيرن، إعجلين

الحدادة : تشتهر بها مجموعة من دواوير جماعة تيغمي مثل أماسين ، إصفارن ، إمزيلن وغيرهما وتوجه منتوجات هذه الصناعة إلى الاستجابة للحاجيات المحلية للساكنة خصوصا تلك المتصلة بالأنشطة الفلاحية .

الخياطة : وتتركز بسوق تيغمي على الخصوص بعدد محدود من اليد العاملة وتنتج ألبسة تقليدية محلية لم تستطع مقاومة المنافسة الشرسة من المنتوجات القادمة من خارج تيغمي مما عرضها للاندثار والانقراض.

المنتوجات النسوية : تنتج المرأة المحلية منتوجات متعددة لمختلف المناسبات والظروف، ويتم مبادلة هذه المنتوجات في فضاءات أخرى جانبية غير فضاء السوق. ونجد التطريز والخياطة والنسيج التقليدي بدرجات أهمية متفاوتة.

ويمكن القول إن كل بيوت القرى والمداشر تشكل في حد ذاتها ورشات للعمل، حيث تعمل الساكنة المحلية باستمرار على التأقلم مع ظروف الحياة بإنتاج منتوجات من المواد الأولية المحلية تارة وبإعادة تشكيل المواد المتاحة في الأسواق تارة أخرى.

التجـــارة : يمارس قطاع هام من ساكنة تيغمي التجارة من خلال المحلات التجارية ـ دكاكين ، محلات تجارية، المتمركز بمركز تيغمي وكذا ببعض الدواوير فضلا عن التجار المتجولين الذين ترتبط حركتهم بالأسواق والمواسم المتواجدة بالمنطقة. ويشكل السوق الأسبوعي الذي ينعقد كل يوم أربعاء بمركز تيغمي فضاء تتم فيه مبادلات اقتصادية ـ من خلال التجارة ـ ثقافية ـ إذ أن السلع المتداولة تحمل بالضرورة قيما ثقافية وتشجع سلوكات معينة وتنبذ أخرى ـ واجتماعية ـ من خلال حركية السكان والتبادلات التي تتم في سياق هذه الحركة وكذا القيم والمؤسسات التي تندثر وتبرز باستمرار.

وتجذر الاشارة إلى أن قطاعا هاما من الساكنة المحلية من المهاجرين بالخارج وبمختلف المدن المغربية يمارسون النشاط التجاري على قطاع واسع و يساهمون في تحسين مستوى عيش الساكنة عبر تحويلاتهم المالية التي تتدفق على المنطقة باستمرار وتساهم في تنميتها.

الفلاحة وتربية المواشي : يعتبر النشاط الفلاحي أقدم الأنشطة التي مارسها سكان جماعة تيغمي كغيرهم من ساكنة المنطقة، وتتنوع الأنشطة الفلاحية بين أنشطة زراعية بورية ومعاشية تعتمد على الأمطار وتمارس على نطاق واسع في الحقول الخاصة معتمدة على زراعة الشعير والقمح بدرجة أقل، ويوجه إنتاجها إلى سد حاجيات الساكنة الغذائية وأعلاف الحيوانات. وبالاضافة إلى ذلك تمارس زراعة مسقية على ضفاف الأنهار وبجانب العيون والابار خصوصا بمنخفض إدبها وتاركا ن تيغمي.

أما على مستوى تربية الماشية فتتواجد بالمنطقة أصناف حيوانية متعددة منها قطعان الماعز والغنم إلى جانب الأبقار والدواجن، غير أنها تعرضت لتراجع حاد في أعدادها وفي مساهمتها في موارد الساكنة بسبب تنامي أزمات الجفاف وتحول الساكنة إلى أنشطة اقتصادية أخرى غير الفلاحة.

أنشطة أخرى حرة : إلى جانب ما سبق، يمارس قطاع هام من الساكنة أنشطة اقتصادية مختلفة تستجيب لحاجيات المنطقة في مختلف المجالات ومنها البناء حيث أبدع البناء المحلي في تشكيل هندسة معمارية محلية متوارثة ومتجددة باستمرار مع تجدد الحياة ، إلى جانب حرف وأنشطة اقتصادية متنوعة تتم في سياق تبادلات ترتبط بالحياة الاجتماعية والثقافية المحلية الضاربة في عمق التاريخ.

_______________ الحياة الثقافية والفنية _____________

الحياة الثقافية : تزخر جماعة تيغمي بمؤهلات ثقافية وفنية واعدة، وتتميز بغناها وتنوعها وشمولها لمختلف المجالات وتعكس عموما واقع الحياة الاجتماعية والاقتصادية للإنسان المحلي في حاضره وماضيه ، وتمتزج فيها الأصالة الضاربة في عمق التاريخ مع الرغبة المتجددة في مواكبة التحولات المتسارعة ومن المؤهلات الثقافية البارزة نجد :

التراث الثقافي الديني : ويتجسد في المساجد والمدارس الدينية العتيقة ـ مدرسة أفاوزور ـ مدرسة موزايت العتيقة ... إلى جانب مجموعة من أضرحة الأولياء المنتشرة بالمنطقة مثل ضريح الولي سيدي الغياتي ، ضريح الولي سيدي محمد أعجلي ـ مبدع عادة إدرنان، الولي الصالح سيدي وسلام ....الخ وتعرف هذه المعالم إقبالا هاما من طرف الساكنة المحلية وخصوصا النساء حيث تقام بها مواسم سنوية واحتفالات دينية تستقطب أعدادا هامة من الزوار وتخلق حركة اقتصادية إلى جانب تبادلات سوسيوثقافية هامة تساهم في رسم ملامح الشخصية المحلية وتوجه قيم ومؤسسات المنطقة.

وبالاضافة إلى ذلك تعرف المنطقة انتشار طريقة إداولتيت الدينية التي تسير زيارات دينية تطوف خلالها على أبرز القرى والمداشر وفق جدولة زمنية مضبوطة وطقوس خاصة لا يسع المجال للخوض فيها.

ملامح ثقافية وطقوس بارزة بالمنطقة : نوردها دون تصنيف أو إطناب في الشرح والتفصيل لأن كل مظهر ثقافي هنا يستدعي بحثا دقيقا في أصله ومنبته ثم البحث في مغزاه ودلالاته. وتلك مسؤولية نتركها للباحث المتخصص والمتزود بعدة منهجية تمكنها من الاحاطة بكل موضوع.

ـ تدبير الحياة الجماعية وفق طقوس وتنظيم خاص : تموين المساجد والمدارس العتيقة بحصص محددة وفي أوقات مضبوطة ، زراعة الملكيات والأوقاف الخاصة بالمساجد والمدراس ...

ـ سكن عدة أسر في منزل واحد عادة ما يكون موروثا ومتسعا للجميع / وقد بات السكان اليوم يتجهون للاستقلالية والفردية تماما كما في كل الشؤون .

ـ تفضيل الذكور على الاناث في مواقف متعددة وعادة ما يكون القرار بيد الرجل في البيت وخارجه.

ـ تخصيص فضاءات خاصة للحيوانات غالبا ما تكون في الطابق السفلي للمنزل ـ المنازل القديمة طبعا.

ـ إرسال الأطفال إلى الكتاب إن وجد بالمسجد.

ـ تربية بعض الحيوانات الأليفة إلى جانب الماشية خصوصا القطط والكلاب.

ـ تبجيل الفقهاء واحترامهم وتقبيل أيديهم عند السلام عليهم : ويعرف الفقيه أو الامام عادة بملابسه التقليدية البيضاء : جلباب وعمامة

ـ توجه الذكور إلى الأسواق كل أسبوع دون النساء.

ـ الجلوس تحت أسوار المساجد أو على مشارف القرى في أوقات الفراغ بالنسبة للرجال.

ـ غرس شجر الصبار ـ أكناري ـ بجوار المساكن لحمايتها من الغرباء.

ـ إنشاد أهازيج خاصة عند مباشرة الأنشطة الفلاحية : الحرث، الحصاد، الدرس

ـ توزيع أكلة البسيس عند الشروع في عملية الدرس.

ـ الاحتفال بالأعياد والمناسبات الدينية الاسلامية بطقوس خاصة.

ـ تخليد المناسبات العائلية كالأعراس والميلاد والختان.

ـ زيارة الأضرحة والمزارات كدور الفقهاء والعائلات المحسوبة على الشرفاء وتقديم الدبائح لها.

ـ إقامة المواسم الدينية والمناسبات الدينية.

ـ احترام المساجد والأضرحة والمدارس العتيقة والخوف من لعنتها وسخطها أو ما يسمى هنا ب Tagat

ـ تخليد رأس السنة الأمازيغية بطقوس معلومة.

ـ إقامة وجبات خاصة في أوقات معينة : وجبة أوركيمن مثلا

ـ ختان الأطفال

ـ اعتقاد الناس بالسحر والعين والحسد مما يجعلهم يقبلون على طقوس خاصة في المناسبات العائلية وفيما يخص الأطفال الصغار

ـ زيارة المشعودين والمشعودات المنتشرين بالمنطقة ونواحيها خصوصا النساء.

ـ تقديم الذبائح والنذر للأضرحة خصوصا من طرف النساء.

ـ تناول الطعام بشكل جماعي من 6 إلى 10 أشخاص في كل مائدة

ـ الإقبال على شرب الشاي بطقوس جماعية وشروط خاصة حسب المناسبة.

ـ الفصل بين الرجال والنساء في المناسبات وفي سائر مناحي الحياة.

ـ اقتصار الذهاب إلى المسجد على الرجال دون النساء ـ وقد تغيرت هذه العادة مؤخرا وأصبح للنساء موطئ قدم في بعض المساجد

ـ ارتباط المقابر بالزوايا والأولياء.

ـ تقسيم العمل على أساس الجنس: أعمال البيت للمرأة بما في ذلك جلب الحطب والمزروعات مقابل عمل الرجل على الكسب وإعالة الأسرة

ـ تبادل الهدايا في المناسبات العائلية : غالبا ما يقدم السكر في الأعراس للعريس بينما تقدم الحلي للعروسة

ـ تلاوة الحزب الراتب جماعة في الساجد والاحتفال بختم تلاوة القرآن كل يوم أحد ـ على رأس الشهر ـ بطقوس خاصة.

التراث المعماري : ويتجسد في البنايات المحلية في القرى والمداشر حيث تعكس المساكن في القرى والمداشر مظاهر الحياة المحلية في تصميمها وهندستها وكذا المواد الموظفة في بنائها، وتتميز الهندسة المعمارية المحلية بالتنوع حيث نجد البنايات القديمة المتمثلة في البيوت العتيقة التي يتم تشييدها بالطين والأحجار وتسقف بالخشب المحلي والقصب.إلى جانب ذلك نجد البنيات العصرية التي تؤرخ لسطوع نجم الجالية المقيمة بالخارج وصعود نجم التجار المقيمين بمختلف المدن المغربية وتتميز هذه البنايات بتصاميمها العصرية المنقولة من ثقافات وحضارات خارجية كما توظف فيها مواد متنوعة كالاسمنت والحديد والجبس والخشب بأنواع مختلفة .

وتشكل البنايات الدينية معالم ثقافية بامتياز حيث تتميز بهندستها المتميزة ، كما تحتضن طقوسا دينية لا تخلو من ملامح ثقافية حافلة بالدلالات والرموز.

المواسم والمناسبات الاجتماعية : تزخر الحياة الاجتماعية بجماعة تيغمي بحراك لا يتوقف على مدار العام ، حيث تسير الحياة على إيقاع مضبوط تتوزعه الأنشطة الفلاحية الزاخرة بأغاني وأهازيج وطقوس غنية بالرموز والدلالات التي تجسد قيم ارتباط الانسان المحلي بالأرض والوفاء لخدمتها. وبعد الأنشطة الفلاحية تأتي المواسم بمختلف أنواعها وفي مقدمتها تلك المرتبطة بالأولياء والصالحين وتنقسم المواسم إلى مواسم خاصة بالرجال ومنها موسم تيغمي الذي كان يعقد بمركز تيغمي ومواسم تقتصر على حضور النساء مثل موسم سيدي وسلام بدوار أفاوزور. كما تعرف الأضرحة السالفة الذكر وغيرها مواسم يحج إليها الناس من كل مكان وتستقطب قطاعا هاما من الساكنة المقيمة بالمدن المغربية وبالخارج.

وعلى مستوى المناسبات العائلية تشهد المنطقة إقامة عدد من المناسبات منها الأعراس التي لازالت تحافظ على طابعها المحلي رغم التحولات السوسيواقتصادية التي تشهدها المنطقة، وتقام الأعراس في موسم الصيف بالخصوص وبالتزامن مع الأعياد الدينية وتتميز بطقوس ومراسيم خاصة لازالت مختزنة في ذاكرة المرأة المحلية. وإلى جانب الأعراس تحتفل الساكنة المحلية بمناسبة الميلاد ولازال ازدياد الولد الذكر يحضى باهتمام واحتفال خاص في مقابل ازدياد الفتاة .

وتجذر الاشارة إلى أن المناسبات الاجتماعية والاعياد الدينية وكل الاحتفالات التي تشهدها المنطقة تؤطر في ظاهرها بالقيم والحدود الشرعية الاسلامية، إلا أن البعد الحضاري والثقافي المحلي الضارب في أعماق التاريخ يظل حاضرا ومتجليا في طقوس متعددة تم صياغتها وصقلها لتتوافق مع القيم الدينية الاسلامية.

الحياة الفنية بالجماعة : تشكل جماعة تيغمي أرضا ومنبتا للفن بامتياز حيث تختزن ألوانا فنية وطاقات بشرية تتوارث مختلف الفنون وتبدع باستمرار في مختلف المجالات الفنية ومنها :

ـ أحـــواش : يرتبط هذا الفن بالانسان الأمازيغي الأصيل ، فأينما وجدت التجمعات السكانية نشأ لون فني لأحواش ، فإذا كان لكل جهة من جهات المغرب أحواشها المتناغم مع الصورة العامة والجدر المشترك لهذا الفن، فإن لجماعة تيغمي أحواش يميزها ويسمى عاوز، ويتركز هذا اللون الفني في عدة دواوير منها أفاوزور، أماسين وإدبها وتقام حفلات أحواش في مناسبات متعددة كالمناسبات العائلية والاحتفالات التي تنظمها مختلف الجهات والمؤسسات . وسعيا لتطوير هذا الفن وصونه تم تأسيس جمعيات محلية متخصصة في هذا الفن بيد انها لازالت في حاجة إلى دعم وخبرات لتعميق البحث والدراسات العلمية ثم دعم مادي لدعم أساتذة هذا الفن من الشيوخ الذين اختطف الموت الكثير منهم.

ـ فن التشكيل والرسم : ويبرز هذا الفن في المنتوجات التقليدية المحلية ويرتبط ارتباطا وثيقا بالصناعة التقليدية المحلية حيث تشكل المنتوجات الخزفية والمصنوعات الجلدية وكذا الملابس المحلية في حد ذاتها لوحات موشومة برموز وتعابير تختزل حياة المنطقة بمعاناتها وإشكالياتها وكذا أمالها. كما تحتضن المنطقة شبابا ومبدعين في مجال الرسم التشكيلي وتبرز إبداعاتهم في البنايات العمرانية الحديثة ومؤخرا في جداريات تزين جدران المؤسسات التعليمية وبعض الفضاءات في مركز الجماعة .

ـ الموسيقى : أنجبت منطقة تيغمي على مر السنوات مجموعة من المواهب في مجال الموسيقى، غير أن الطابع المحافظ والمتزمت أحيانا للمنطقة وكذا الموقف السلبي لمجموعة من المؤسسات الاجتماعية من هذا الفن حالت دون سطوع أسماء على الساحة الفنية وحتى الأسماء التي تشبتت بفنها إضطرت للرحيل والظهور مع فرق فنية مشهورة بأسماء مستعارة . وتتواجد على الساحة الفنية اليوم بجماعة تيغمي مجموعات غنائية شابة تسير على خطى المجموعات العصرية الأمازيغية المشهورة.

ـ أشكال فنية نسوية : تبدع المرأة المحلية بتيغمي في صمت، إذ أن الطابع المحافظ للمنطقة يكمم الأفواه لكنه لم يحل دون بروز أشكال فنية نسوية نجملها في الأشعار والأهازيج الخاصة بمختلف المناسبات العائلية والدينية، وتشكل هذه المناسبات معارض فنية تمتزج فيها الموسيقى النسوية التي توظف الدفوف والايقاع مع كلمات تنظمها النساء والفتيات ويحفظنها عن ظهر قلب ، كما تشكل هذه المناسبات فرصة لعرض إبداعات المرأة المحلية في التطريز ونسج الأقماش ونقش الحناء وعموما كل ما يرتبط بفنون الزينة والجمال .

_______________ التنظيمات الاجتماعية بمجال أدرار ___________________


عرفت المؤسسات الاجتماعية بالمنطقة تحولات عميقة عرفت أوجها خلال فترة الوجود الفرنسي بالمنطقة ، فخلال هذه الحقبة تعرضت المؤسسات التقليدية القبلية لهزات متتالية ادت إلى تحولات اجتماعية كبرى تمتلث بالأساس في ظهور أنماط جديدة للانتاج سواء على المستوى المحلي أو من خلال هجرة ساكنة المنطقة نحو فرنسا للعمل في المصانع أو الانخراط في سلك الجندية خلال الحرب العالمية الثانية، وبذلك فتحت افاق جديدة لظهور مصادر أخرى للعيش والكسب غير الزراعة التي كانت المورد الرئيسي قبيل هذا التحول . وبفضل ذلك تحولت نسبة هامة من الساكنة نحو التجارة بالتقسيط ثم ما لبثت أن ازدهرت ـ وظهرت طبقة من التجار الذين سيدفعون بالمنطقة فيما بعد نحو تطورات على مختلف المستويات والأصعدة ـ ومن المعالم الشاهدة على ذلك، التطور العمراني الكبير الذي تجسده الهندسة المعمارية سواء على مستوى المساكن الفردية الخاصة أو على مستوى المساجد والزوايا والمؤسسات الدينية التي تحضى بنصيب الأسد من الانفاق العام لهؤلاء ـ وقد مهدت هذه الفئة بدورها لتشكل نخب جديدة من الأجيال اللاحقة في إطار مؤسسات اجتماعية حديثة خرجت من رحم القبيلة واتجهت نحو التنظيمات الحديثة الممثلة بالأساس في الجمعيات التنموية وكذا المجالس المنتخبة التي عرفت بدورها تطورات متعددة لا يسع المجال للتفصيل فيها.

أـ التنظيمات التقليدية : رغم التحولات العميقة التي مست مختلف جوانب التنظيمات الاجتماعية بمجال أدرار وتحديدا تراجع دور القبيلة واندثار العديد من مقوماتها وأسسها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، رغم كل ذلك لازالت العديد من القيم الموجهة للحياة الاجتماعية للساكنة تنهل من المخزون الثقافي الموروث عن المراحل التاريخية السابقة بوعي أو دونه ، ويعود ذلك بالأساس إلى صعوبة اختراق المجال السوسيوثقافي للمنطقة لاعتبارات متعددة ، إذ فشلت حتى الان كل المؤسسات الحاملة لقيم الحداثة الوافدة في فرض نمط تفكيرها وقيمها على المنطقة، وفي مقدمتها المؤسسة التعليمية والجمعيات المختلفة وكذا الاعلام الدخيل على المنطقة برا وجوا والحامل لمختلف القيم الثقافية والحضارية التي سرعان ما تتبدد وتفقد الكثير من بريقها لدى الساكنة ليعودوا من جديد إلى العادات القديمة ولأدل على ذلك هذا النزوح الجماعي اليوم نحو النبش في الذاكرة والتاريخ والبحث في الهوية المتجذرة في التاريخ . وبالقدر الذي سعت فيه الأنماط الثقافية الوافدة إلى تحديث المنطقة طوعا وكرها، خلفت تأثيرات عميقة على البنيات التقليدية وأضعفتها دون أن تلغيها أو تقدم بديلا متقدما عنها، وبذلك تظل التنظيمات الاجتماعية مراوحة بين القديم والحديث دون أن تنسب إلى هذا وإلى ذاك ، حيث يظل تدبير الشأن العام اليوم وإن تغلف بثوب العمل الجمعوي ـ كتنيظم حديث ـ موجها بقيم تقليدية تنهل من الجاه والمكانة الاجتماعية والدينية للفاعلين والعمل الاحساني والتكافل في حلة جديدة لقيم تيويزي ، وبذلك لا غرابة أن نجد أكبر الجمعيات الفاعلة والوازنة بأدرار تجمع بين المرجعيتين التقليدية والعصرية ومن أمثلة ذلك الجمعية الاحسانية لإداوسملال التي كانت أولى الجمعيات الفاعلة بالمنطقة منذ ربع قرن وبلغت أوج نجاحها بفضل التوليف الناجح بين البعد الاحساني الديني النابع من ثقافة القبيلة الامازيغية التي تغدت وتعززت بقيم التكافل الاسلامي والبعد الحداثي الممثل في الجمعية بكل ما تفتحه من افاق الانفتاح على الدولة بمخلف قطاعاتها ومؤسساتها الرسمية من جهة ومختلف التنظيمات الحاملة لنفس القيم محليا وطنيا ودوليا .

ب ـ الجمعيات التنموية : يشتغل اليوم بجماعة تيغمي نسيج جمعوي يتجاوز 45 جمعية يحاول تغطية مختلف المجالات الحيوية لمختلف فئات ساكنة املنطقة، وقد كانت أولى انشغالات الجمعيات بالمنطقة توفير البنى التحتية وفك العزلة على ساكنة طالما تعرضت للتهميش والاقصاء من البرامج التنموية والمخططات الخماسية والسداسية التي امتدت لسنوات دون أن تجد لها طريقا إلى المنطقة، وبعد تحقيق حد أدنى من البنى التحتية اعتمادا على الامكانات الذاتية للساكنة في الغالب أو بتدخلات محتشمة من القطاعات الوصية، توسع مجال انشغال الجمعيات المحلية وظهرت اهتمامات جديدة تتراوح بين التربية والتعليم والثقافة دون أن يغيب الهم التنموي الأكبر المتمثل في تعزيز البنى التحتية وهذه المرة من خلال الاهتمام بالمؤسسات التعليمية والمدارس العتيقة والمساجد والزوايا وغيرها، ثم تعزز ذلك بتأسيس تعاونية نسوية مهدت لالتحاق المرأة بالشأن العام المحلي.

__________ مشاكل ومعوقات في طريق تنمية مجال أدرار ____________


رغم التحولات المتسارعة والتطورات التي مست مختلف جوانب الحياة بمجال أدرار دائرة أنزي، لازالت المنطقة تشكو من عدة إكراهات تعوق تنميتها الشاملة وتشل قدرة الفاعلين المحليين من جمعيات ومجالس منتخبة على المبادرة وتجعل المشاريع الطموحة المعلنة عاجزة عن تحقيق أهدافها، فإذا كانت البنى التحتية من طرق ومرافق عامة مرتبطة بشكل مباشر بتوفر التمويلات اللازمة ـ وهو أمر هين نسبيا مقارنة بالتحدي الاخر ـ فإن تنمية الانسان الذي يشكل حجر الزاوية والمعيار الحقيقي لنجاح التنمية يظل مرتبطا بتوفر جملة من الشروط الأساسية والتي تتجاوز في العمق المظاهر البارزة التي طالما تركز عليها مختلف النمادج التنموية وتغلبها على البعد الرئيسي الذي يتطلب جهدا مضاعفا ولا يمكن قطف ثماره في الحين .

1 ـ عزلة مجال أدرار وتحييده عن المخططات الوطنية الكبرى : لا يمكن اليوم الحديث عن تنمية حقيقية ونهضة كبرى بمجال ادرار دائرة أنزي دون فك العزلة عنه من خلال فتح المحاور الطرقية الكبرى وجعلها طرقا وطنية تمر عبر مجال أدرار وتربطه بمناطق حيوية كبرى ـ على غرار الطريق الرابطة بينه وبين تيزنيت ـ ومنها اشتوكن أيت باها شمالا عبر جماعة أيت أحمد وجماعة أداي، ثم لاخصاص ـ تخوم جهة كلميم جنوبا عبر جماعتي إداكوكمار وتيزوغران إداوسملال و تافراوت شرقا ، إضافة إلى تعزيز وتأهيل الشبكة الطرقية الداخلية الرابطة بين مختلف مناطق أدرار ـ دائرة أنزي ومنها بالخصوص المحاور الكبرى المؤدية إلى المراكز الجماعية .

2 ـ تعقد الوضعية العقارية لمجال أدرار : يكتنف غموض كبير الوضعية القانونية لنسبة من هامة من أراضي مجال أدرار ، وتنقسم هذه الأراضي إلى الملك الخاص المحسوب على الساكنة ويعتمد في إثباته في الغالب على الوثائق العرفية وما جرت به العادة قديما لدى القبائل، ويتم فصل المنازعات فيه في الغالب باللجوء إلى القسم في الزوايا والأولياء أو باللجوء إلى القضاء ، وأراضي الجموع التي تبقى حدودها ومساحتها مجهولة وغير واضحة ـ في حدود علمي ـ إضافة إلى الملك الغابوي الذي أثار تحديده في السنوات الاخيرة موجة من القلاقل والاحتجاجات لم تزد ملف أراضي أدرار إلا تعقيدا.وينضاف إلى ذلك غياب مخططات للتهيئة العمرانية بمراكز جماعات مجال أدرارـ دائرة أنزي مما يعوق تطوير هذه المراكز ويكرس الوضعية العشوا ئية العمرانية السائدة اليوم بجل المراكز ماعدا المشروع الذي دشنته الجمعية الاحسانية لإداوسملال وجماعة تيزوغران حيث يجرى حاليا تهيئة مركز جمعة إداوسملال وفق مواصفات عصرية مع إضفاء البعد العمراني المحلي وهي مبادرة محمودة جديرة بالاقتداء حفاظا على الموروث المعماري السوسي المحلي .

ومما لا شك فيه أن الوضعية الحالية للأراضي بمجال أدرار تعوق أي نهضة تنموية وتقف حجرة عثرة أمام المستثمرين الذين يواجهون بشتى العراقيل وفي مقدمتها تعقد الوضعية العقارية وعدم وضوح وضعيتها القانونية فضلا عن تعقد المساطر القانونية في هذا الباب .

3 ـ.الفقر والبطالة : لازال قطاع هائل من ساكنة مجال أدرار يئنون تحت الفقر والبطالة لأسباب متعددة تكاد كلها تنبع من غياب الاستثمار السليم للمؤهلات الهامة التي تختزنها المنطقة والتي لازالت توظف في تنمية مناطق أخرى على حساب مجال أدرار ، وقد أدى انعدام فرص الشغل بالمنطقة إلى نزيف اجتماعي حاد تمخضت عنه هجرات متتالية نحو مختلف المدن المغربية وكذا دول أوربا الغربية مما حرم المنطقة من يد عاملة نشيطة ونخبة من الشباب كان من الممكن استثمارها في تحقيق تنمية حقيقية تستثمر المؤهلات التي أشرنا إليها أعلاه ، كما فاقمت الهجرة من تدمير النسيج السوسيوثقافي الذي كان خزانا لقيم اقتصادية واجتماعية نحن اليوم بأمس الحاجة إليها للتصدي لثقافة الاستهلاك والتفكك الاجتماعي والأسري الذي ينخر الجسد الاجتماعي بادرار .

4 ـ المعضلة الاجتماعية ووضعية المرأة بمجال أدرار : تبرز المشاكل الاجتماعية كأحد أبرز المعوقات وفي مقدمتها وضعية المرأة التي لم تشهد تغيرات كبيرة رغم ما تم إنجازه في إطار التعاونيات النسوية أو من خلال برامج محاربة الأمية والتي يبقى تأثيرها محدودا مقارنة بالوعي الكبير الذي تشكل لدى المرأة القروية من خلال تأثرها بالاعلام وتطور وسائل الاتصال وهكذا يبرز وضع متناقض يتجلى في الوعي المتقدم ـ نسبيا ـ للمرأة المحلية وثقافتها الجديدة في مقابل وضع اجتماعي يحرمها من سائر الحقوق الأساسية ويحيدها من الانخراط الحقيقي في مسلسل التنمية المحلية .

5 ـ توالي أزمات الجفاف : عانت المنطقة من موجات متعاقبة من الجفاف ترتب عنه انحباس التساقطات المائية التي كانت تشكل الأساس الطبيعي لكل الأنشطة المرتبطة في مجملها بالنشاط الزراعي. وقد أدى إلى نزيف حاد وشامل مس مختلف جوانب الحياة بداءا بالمعيش اليومي للساكنة مرورا بدفع مئات العائلات إلى الهجرة نحو المدن فيما فقدت الكثير منها موارد اقتصادية هامة كانت تعيلها وتغنيها عن التوجه إلى الأسواق ومنها الثروة الحيوانية الموزعة بين الأبقار وقطعان الماعز، وقد تضاعفت حدة هذه الظاهرة الطبيعية بغياب مخططات استراتيجية للحد من اثارها ونتائجها السلبية على مختلف جوانب الحياة بالمنطقة ومنها بالأساس توفير خزانات وبحيرات مائية وعدم دعم الفلاح المحلي بتوفير الأعلاف الكفيلة بالحفاظ على الثروة الحيوانية بالمنطقة .

6 ـ مشاكل أخرى : إلى جانب كل هذه المعوقات التي تشكل أمهات المعضلات بمجال أدرار، تنضاف إشكاليات تدبير الشأن العام الموكول منذ عقود لجهات وأطراف تفتقد إلى رؤى وآليات ناجعة لبلورة مشاريع في مستوى التحديات المطروحة على المنطقة. وهكذا غابت التنمية الحقيقية للمنطقة في كل الأجندات المتعاقبة على الجهات الموكول لها تدبير الشأن المحلي وظلت العشوائية والمزاجية والحسابات السياسوية الضيقة تحكم المنطقة لعقود وفوتت بذلك سنوات وعقود ارتدت فيها أحوال المنطقة من سيء إلى أسوأ، رغم التحسن الذي تحقق في بعض المجالات في السنوات الخيرة : تمدرس الفتاة ، توفير المدارس بمختلف الدواوير، مد بعض الطرق، تزويد المراكز القروية بالماء الشروب ، الكهرباء لجل ساكنة المنطقة ..الخ

المحور الرابع : مقترحات وأفكار لتنمية المنطقة : الانســــان قبل العمران

بعد هذا الوصف الموجز والمركز لحالة مجال أدرار دائرة أنزي، نأتي إلى طرح البدائل الممكنة التي نعتقد بأنها كفيلة بتجاوز الوضع الراهن وتدارك الأمر، رغم قناعتنا باستحالة تغيير الوضع دفعة واحدة، لتجدر هذه المعوقات وارتباطها بشكل وثيق بالعنصر البشري الذي يبقى عصيا على التغير السريع من حال إلى اخر ، بيد أن هذا لا يمنع من المبادرة إلى اتخاذ خطوات جريئة قصد اخراج المنطقة من وضعها ورفع التحديات التنموية وهي خطوات ينبغي أن تستهدف الانسان في ذاته أي تأهيل العنصر البشري وتعبئته للانخراط بقوة في التغيير عبر تمكينه من مقومات العيش الكريم وتهيئة محيطه لاكتساب كل الخبرات الضرورية لانخراطه في بناء وتنمية منطقته ووطنه حاضرا ومستقبلا، ولا نقصد بهذه الخطوات إضافة المزيد من المباني والمرافق إلى ما هو قائم أصلا لأن إزدهار العمران لا بعبر بالضرورة عن إزدهار الانسان .

1 ـ إرساء أسس للتدبير التشاركي لمجال أدرار دائرة أنزي : وذلك بفتح نقاش عام بين كل مكونات المجتمعين المدني والسياسي الفاعل على صعيد المنطقة ، في أفق توحيد الجهود والمبادرات وبلورة استراتيجية عمل متوافق بشأنها ويعمل الجميع كل من موقعه على الاسهام في تنفيذها وتتبعها ثم تقييمها وتقويمها.ولا شك أن أولى الخطوات في سبيل ذلك هي توثيق أواصر التعاون بين الجماعات القروية التسع الموكول لها ـ بمقتضى انتخابات مباشرة ـ تدبير حاضر ومستقبل المنطقة، لأن الوضع الحالي المتسم بالانغلاق لا يمكن أن يقدم شيئا مذكورا لتنمية المنطقة ، ولأن مشاكل كل الجماعات مرتبطة ببعضها البعض والحلول كذلك.ولا شك أن السبيل لتحقيق التدبير التشاركي المنشود يبدأ من خلال فتح نقاش عام حول افاق تنمية المنطقة وذلك في إطار لقاءات تتواصل فيها كل فعاليات المنطقة.

وحتى يتأسس التدبير التشاركي على أسس متينة لا بد من دعم التنظيمات التي تمثل الساكنة وتؤطرهم مثل الجمعيات والتعاونيات ومجموعات الدواوير وينبغي في هذا الاطار تأهيل العنصر البشري الذي يشرف على هذه التنظيمات ويتولى تدبيرها لأن التجربة أثبتت أن التنظيمات الحديثة الممثلة بالجمعيات لم تجد بعد موطأ قدم لها ضمن المؤسسات الفاعلة بالمنطقة ولازال تدبير الشأن العام محكوما بمؤسسات تقليدية مهترئة تتوارى خلف الأسماء واليافطات الحديثة ـ جمعيات ، تعاونيات، مجالس منتخبة.

2 ـ فك العزلة عن مجال أدرار ـ دائرة أنزي : تشكل المواصلات بكل أشكالها اليوم أساس أي نهضة تنموية وبغيابها يستحيل الحديث عن تقدم لمجال أدرار ـ دائرة أنزي ، وكما أسلفنا فيما سبق توجد منطقتنا في موقع استراتيجي هام يمكن من الربط بين شمال المغرب وجنوبه عبر المحاور الطرقية التي همشت حتى الان بقصد أو بدونه ، ولا شك أن فتح هذه المحاور سيساهم بشكل كبير في فتح مجال أدرار أمام أعداد هائلة من العابرين شمالا وجنوبا وهو ما سينعش المنطقة ككل. وعلى مستوى اخر ينبغي فك العزلة عن الدواوير والتجمعات السكنية بمختلف مناطق أدرار من خلال تعزيز شبكة الطرق والمواصلات داخل المنطقة لتسهيل حركية السكان .

3 ـ تنظيم وضعية الأراضي بمجال أدرار ـ دائرة أنزي : ينبغي في هذا الباب إرساء منظومة قانونية واضحة متوافق بشأنها بمجال أدرار بين كل الأطراف ، حتى تتضح الحدود بين الملك الخاص والملك العام التابع للدولة سواء أراضي الجموع أو الملك الغابوي الذي ينبغي الحسم في وضعيته بإشراك الساكنة والتنظيمات التي تمثلهم ، لأن الوضع الحالي يجعل من سائر القرى والمناطق الاهلة بالسكان أراضي غابوية وهو ما يطرح التساؤل عن التعريف المعتمد لتحديد مفهوم الغابة .

ومن جهة أخرى يتعين وضع مخططات للتهيئة بالمراكز الجماعية حتى تتضح المعالم العمرانية لهذه المراكز ويفتح الباب للمستثمرين لإقامة مختلف المشاريع الكفيلة بالنهوض بالمنطقة ، ولا شك أن الوضع الحالي يفتح الباب على مصراعيه للبناء العشوائي فضلا عن شله لحركة التوسع العمراني بسائر المراكز .

4 ـ تعزيز البنى التحتية و الخدمات الاجتماعية الأساسية : يظل الارتقاء بالبنى التحتية و بجودة الخدمات الأساسية أمرا مطلوبا يتغير حسب الزمان والمكان، وإذا كانت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية قد خلقت مناخا جديدا حفز الفاعلين المحليين على الاسهام في الارتقاء بقطاعات حيوية مثل التربية والتعليم والأنشطة المدرة للدخل وغيرها، فضلا عن تعزيز المبادرات الخيرية والتضامنية بالمنطقة، فإن وضع عدة قطاعات حيوية وخصوصا الصحة والتعليم لازالا في حاجة إلى تعميق الاصلاحات وتعزيزها لأنها تمس الانسان وخصوصا المرأة التي هي أساس الأسرة والمجتمع. وينبغي في هذا الاطار التفكير الجدي في عدة مشاريع تصب في اتجاه :

ـ توفير الماء الشروب لسائر الساكنة في مناطق تواجدها وذلك عبر البحث والتنقيب عن الماء وكذا إقامة خزانات لتجميع مياه الأمطار التي غالبا ما تذهب سدى دون أن تستفيد منها الساكنة بالشكل الامثل علما أن مواسم الامطار تعقبها فترات قاسية من الجفاف الشديد .

ـ توفير الخدمات الصحية لسائر الساكنة من خلال تزويد المستشفيات بالأعداد اللازمة من الاطر الطبية المتخصصة خصوصا وأن مستشفى أنزي مثلا يتوفر على كل المعدات الكفيلة بضمان صحة أفضل للساكنة إلا أنه لا يتوفر على الأطر الطبية المؤهلة للارتقاء بخدماته وقس على ذلك باقي المستشفيات .

ـ تطوير المؤسسات التعليمية وتزويدها بكل معدات ووسائل العمل الضرورية وقبل ذلك بالشروط الأساسية من ماء وكهرباء ومرافق صحية ، والأهم من كل ذلك وقف نزيف استنزاف الأطر التعلميية من مدارس ادرار حيث تعاظم عدد الأقسام المشتركة بشكل مهول وتم تجفيف المنطقة من الأطر التعليمية وهو ما يهدد حاضر ومستقبل اجيال المنطقة. وفي محور التعليم ينبغي الاستفادة باكبر قدر ممكن من تجربة التعليم القرآني بالمدارس العلمية المنتشرة بالمنطقة حيث تستفيد هذه المدارس من عناية واهتمام كبير من قبل فعاليات المنطقة وهو ما ينبغي توسيعه ليشمل سائر مؤسسات التربية والتعليم وعموم القطاعات الاجتماعية الحديثة بالأساس، كما ينبغي الارتقاء بهذا التعليم من خلال فتح الافاق أمام الطلاب حملة العلوم الدينية للاستفادة من خبراتهم وكفاءاتهم لخدمة تنمية المنطقة .

5 ـ تشجيع الاستثمار : لا يمكن الحديث اليوم عن التنمية الشاملة دون استحضار أحد العوامل الرئيسية والأساسية وهو الاستثمار في الثروات البشرية، الطبيعية والاقتصادية والسياحية الهائلة التي تزخر بها منطقتنا، ولا شك أن الفعاليات المحلية من تجار وجالية مقيمة بالخارج مدعوة للانخراط بقوة في النهوض بالمنطقة، بيد أن ذلك يبقى رهينا بتوفير أرضية خصبة تشجعهم على المبادرة وابداع المشاريع الكفيلة بالاستثمار الأمثل والمسؤول لمؤهلات المنطقة وثرواثها. والحديث عن الاستثمار في هذا الباب لا يعني تشجيع الاسثمارات غير المسؤولة التي تضيق الخناق على الساكنة وتهدد معيشهم اليومي وترهن حاضرهم ومستقبلهم بل وحياتهم كما تفاقم من أوضاع المنطقة، ونذكر من هذا النمودج محميات الخنزير البري التي لازال عددها يتزايد بمجال أدرار على حساب أراضي ومزارع الساكنة مهددا ما تبقى من مخلفات

6 ـ الحفاظ على القيم المحلية : وتبرز أهمية هذا المحور طبيعة القيم السوسيوثقافية التي تنهل منها مؤسسات المنطقة ، حيث لازال قطاع هام من ساكنة المنطقة محافظين على قيم التآزر والتأخي والتضامن، فضلا عن تلك القيم الموروثة منذ قرون والتي ساهمت على مر السنوات في تمتين علاقة الانسان المحلي بأرضه ووطنه ، في إطار منظومة تعتمد على نمط اقتصادي تتجلى ركيزته الأساسية في الادخار وهي قيمة باتت اليوم مهددة بتنامي الارتباط بالسوق وقيمه الاستهلاكية التي استنزفت المنطقة وفتحت الباب على مصراعيه أمام كل مظاهر التحلل الثقافي والاجتماعي مع كل ما يشكله ذلك من تهديد للبنيان والتماسك الاجتماعيين . ولا شك أن هذا المحور يرتبط بشكل وثيق بالمحاور التي سبقت الاشارة إليها ولا يمكن الحديث عن القيم بشكل منفصل عن شروط البئية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية السائدة بالمنطقة.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جماعة تيغمي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» جماعة ايت وافقا
» جماعة امي مقورن
» جماعة للا تكركوست
» جماعة بلفاع
» جماعة تنالت

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تمازيرت اينو :: إقليم تيزنيت :: دواوير و مداشر و قرئ إقليم تيزنيت-
انتقل الى: