اصدار جديد للدكتور احمد السعيدي سوس التاريخ والثقافة والمجتمع

سوس التاريخ والثقافة والمجتمع

إصدار جديد للدكتور أحمد السعيدي يرصد فيه الكتابات المنقبية في سوس وسوس في الكتابات الأجنبية

اصدار جديد للدكتور احمد السعيدي سوس التاريخ والثقافة والمجتمع 22rikhta9mojtama3_big

اصدار جديد للدكتور احمد السعيدي سوس التاريخ والثقافة والمجتمع 22rikhta9mojtama3_big

يثول الدكتور أحمد السعيدي عن هذا المؤلف: يضم هذا الكتاب بين دفتيه، مقالات ودراسات ونصين محققين، تهتم كلها بمنطقة سوس؛ تاريخا وثقافة ومجتمعا، لعلمي اليقين أن هذه الجهة من جهات المغرب، ما يزال البحث فيها بكرا من وجه، وضروريا جدا لما تعرفه هذه الجهة من ثراء معرفي متنوع ما بين علوم الدين واللغة والأدب والمعقولات من وجه آخر.

من أين استسقيتُ هذا التهمّم بسوس؟

للشنشنة هنا دور ذو بال، فانحداري من الأسرة الإلغية (قرية دوكَادير إلغ بنواحي تزنيت)، وكذا نشأتي في أسرة علمية على رأسها العلامة سيدي محمد المختار السوسي، جُهينتها وحامل رايتها في سوس خاصة والمغرب عامة، وتأثري البالغ بالوالد الفقيه سيدي محمد بن أحمد السعيدي، وتأثري البالغ أيضا بأخوي د. المهدي ود. عبد الحي السعيدي، فضلا عن تأثري بالبحاثة الدكتور اليزيد الراضي وغيره من العلماء والفقهاء والأساتذة الباحثين.. وإن أنس لا أنس استفادتي الكبيرة من أنشطة الجمعية المغربية للبحث التاريخي في كلية الآداب بالرباط، ما بين محاضرات وقراءة في مؤلفات وندوات علمية، وذلك بين سنتي 2002 و 2004.

كان بحثي لنيل الإجازة عن "ظاهرة الأندية الأدبية بسوس، نادي الغد الأدبي بتارودانت مثالا"، وكان فرصة مُثلى للاطلاع على التراث السوسي عن قرب. ولا جرم أن إسهامي في أنشطة فريق البحث في التراث السوسي التابع لكلية الآداب بأكادير، هو ما عضد مذهبي في البحث، وجعلني اطلع على منابع الثقافة السوسية: المدارس العتيقة والزوايا والخزائن والمجالس العلمية والأدبية.. وأسهم تخصصي الدقيق "تحقيق المخطوطات" في اطلاعي على تراث مخطوط في الخزائن السوسية، يكاد يكون مجهولا.

كما إن نسجي علاقات مع طائفة من الباحثين الأفذاذ المتهممين مثلي بهذه الثقافة، جعلني دائم التفكير في خدمتها بالبحث فيها، وتأسيس تجمّع ثقافي للحرص على "سوس العالمة"؛ تركة محمد المختار السوسي وغيره من علماء سوس، لأن هذه الثقافة السوسية العربية والأمازيغية، التي تتحدر من الثقافة المغربية خاصة، والعربية الإسلامية عامة، في حاجة اليوم إلى ما أعده فرض عين على الباحثين المغاربة لا فرض كفاية، فكم من النصوص السوسية المخطوطة حُققت اليوم ونُشرت في كل المجالات المعرفية؟ وكم من الدراسات والبحوث الجامعية نُشرت أيضا؟ وكم من الدراسات والبحوث الأجنبية عن سوس تُرجمت؟

ذلك ضئيل جدا إذا وُوزن بغنى الثقافة السوسية العالمة والشعبية، العربية والأمازيغية، القديمة والوسيطة، الحديثة والمعاصرة، الكتابية والشفهية..

وطالما دعا الباحثون في ندوات وأيام دراسية إلى ضرورة إحداث مركز بحث في سوس، أو مركز مخطوطات، أو مؤسسة علمية، ولكن لمّا يتحقق من ذلك شيء.

ولا يظنن القارئ أن التهمّم بهذه الثقافة مهمَلٌ إلى هذا الحد، فالحمد لله، تتميز الحركة الثقافية في سوس بنشاط قلّ نظيره، ما بين ندوات تُقام، ودراسات تَصدر، وكتب مخطوطة تُحقق.. لكن هذا ما يزال غير كاف.. ومن ابتغى البيّنة على ما قيل، فلينظر في "مراجع التاريخ السوسي" بذيل "سوس العالمة"، وليرَ كم نُشِر منها اليوم؟

حاصل القول، إن الثقافة السوسية تحتاج اليوم إلى جهود رسمية وعلمية ومدنية، بحيث ترتقي من مجرد فولكلور يُستدعى كلما دعت الحاجة إليه، إلى درجة الإسهام الفعلي في بناء المجتمع. وأول الأولويات الخروج بنصوص هذه الثقافة من عصر المخطوطات إلى عصر التحقيق والطباعة والنشر، أي من حيز النصوص الأَغْفَال، والعكوف على دراسة مختلف مناحي هذه الثقافة، ليتسنّى الانكباب على كتابة تاريخ ثقافي جديد وشامل لمنطقة سوس، التي لحقها ما لحقها من التغيرات منذ صدور المعسول إلى اليوم، وها هو المعسول قد بلغ خمسين سنة من عمره (1960-2010) منذ صدروه، ونحن لمّا نتبنَّ نداءه كما يُراد له ولنا، حين قال مؤلفه، رحمه الله:".. نطلب الله أن يأتيَ بمن يستتم ما ينقص في الموضوع، أو يصحح الأغلاط، وما ذلك على شبابنا الذي نراه يشارك اليوم في هذا الميدان ببعيد." المعسول: 1/ز، مطبعة النجاح، الدار البيضاء، 1960.

قبل الختام، لابد من التقدم بكبير الشكر والثناء الى من ساعدوني وشجعوني وواكبوني خلال هذا العمل، أفراد أسرتي الأفاضل، منهم والدي حفظه الله، وأخي أ. د. المهدي السعيدي، وأستاذي الفاضل د.جعفر ابن الحاج السلمي، والأستاذ المؤرخ د. محمد المغراوي، ود. محمد الحاتمي، ود. عمر بزهار، ود. أحمد أبي القاسم، وزملائي الباحثين: ذ. إدريس الشراوطي، وذ. محمد الصالحي، وذ. الحسن بن المختار، ود. إبراهيم أودادا، ود. عبد الرزاق أبو الصبر، وأرباب الخزائن العامة والخاصة بسوس وباقي مناطق المغرب.. وإلى كل من أسهم في دعم كاتب هذه السطور. سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَاعَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ.[البقرة: 32]

اصدار جديد للدكتور احمد السعيدي سوس التاريخ والثقافة والمجتمع 22rikhta9mojtama3_big

» حملة طبية لضعاف البصر بمدرسة ابن السعيدي بتارودانت
» اصدار كتاب يتحدث عن المجموعة الغنائية أوسمان الأمازيغية
» اصدار الجزء الأول من ذاكرة أكادير في القرن العشرين
» المرأة الأمازيغية عبر التاريخ
» جمعية اوسات للتنمية والثقافة تنالت