جمعية تيويزي للتنمية والتعاون قرية أولاد ميمون اشتوكة ايت باها

جمعية " تيويزي " للتنمية والتعاون قرية أولاد ميمون اشتوكة ايت باها

شجرة لكل مواطن لصالح ساكنة قرية أولاد ميمون بشراكة مع جمعية تيويزي للتنمية والتعاون لاشتوكة أيت باها

أولاد ميمون.. نموذج مجتمع مدني حقيقي

على الصعيد البيئي ، قدمت الجمعية المذكورة خدمات مهمة لصالح ساكنة قرية أولاد ميمون ، حيث تم رفع شعار " شجرة لكل مواطن " ، بشراكة مع جمعية " تيويزي " للتنمية والتعاون لاشتوكة أيت باها والمسؤولين عن مقاطعة المياه والغابات . وتقوم الجمعية ، سنويا ، بغرس المئات من الأشجار لصالح البيئة المحلية . ومن بين هذه العمليات ، تلك التي تم خلالها غرس 20000 ألف شجرة تم غرسها بتعاون مع مختلف الجمعيات التي تطلب الأغراس

تشهد منطقة سوس ماسة ، في الآونة الأخيرة ، تحركات مهمة لجمعيات المجتمع المدني المحلية في إطار تجربة فريدة على المستوى الوطني في مجال التنمية المحلية خاصة انخراطها الملفت في عمليات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالمناطق النائية بجهة سوس ماسة درعة . وتعتمد هذه الجمعيات التنموية حاليا أسلوب المقاربة التشاركية مع السكان وهو تطوير لما كان يعرف ب " التويزا " أو التعاون . هذه الجمعيات استطاعت في وقت وجيز فك العزلة عن العديد من المناطق النائية بالجهة ، من خلال عمليات شق الطرق بشراكة مع المصالح المعنية بالإضافة إلى انخراطها في مشاريع ضخمة تعجز عنها الكثير من المراكز الحضرية ومعظمها ذو تكلفة مادية وتقنية هائلة .
وتشكل تجربة جمعية " أولاد ميمون " في منطقة اشتوكة بولاية أكادير ، نموذجا حيا لأبرز الجمعيات التنموية بالجهة ، حيث تمكنت من إخراج قرية" أولاد ميمون " النائية ، من العزلة القاتلة ، وغياب لأدنى البنيات الأساسية ، إلى قرية أضحت الآن في وضعية تحسد عليها ، من خلال احتضانها لمشاريع تغيب في كثير من المراكز الحضرية على المستوى الوطني وأهمها مشروع التطهير السائل ، الذي ناهزت تكلفته المادية المليار سنتيم .شباب ثاروا ضد التخلف والأمية في قريتهم ، فاستطاعوا أن يؤسسوا جمعية مجتمع مدني هي اليوم تقدم خدمات مهمة للسكان القرويين ، وتدفع بهم وبأبنائهم نحو التحضر والرقي الايجابي بمنطقة " أولاد ميمون"،إحدى المناطق النائية في جهة سوس ماسة درعة . ترجع جذور التأسيس إلى بداية عام 1994، السنوات الأولى من التسعينيات الماضية ، وهي مرحلة تميزت بضرب الجفاف لهذه المنطقة . رأى هؤلاء الشباب ، باعتبارهم أبناء قرية " أولاد ميمون " وكأطر ينتمون إلى هذه القرية الصغيرة ، أن من واجبهم أن يعملوا شيئا لصالح قريتهم التي ولدوا فيها ، وإلا فالهجرة ستستفحل وتتعاظم ، وسيغادر الناس أراضيهم. ولمواجهة ذلك ، رفعوا شعار التضامن ، فلآبار التي كانت بالمنطقة قد نضبت ولم تعد مياهها تكفي لتزويد السكان بالماء الشروب . من هنا بدأت الفكرة الأولى لفك معضلة تزويد الأهالي بالماء الصالح للشرب ، وذلك بحفر بئر جماعية مشتركة تم تجهيزها بأحدث الوسائل التقنية لرفع الماء إلى أعلى وبمضخة وصهريج ، وتمديد القنوات إلى السكان لتزويدهم بالماء ، فكان التحدي جميل جعل الناس يعودون إلى قريتهم والى تقاليدهم العريقة ، وهي تقاليد تضامن وتآزر وتعاون كانت ، وماتزال ، من الخصال النبيلة لأهل هذه المنطقة .
فبعد عام ونصف من تأسيس هذه الجمعية ، أصبح الماء الصالح للشرب في الصبيب إلى المنازل ، ليتم الدخول في برنامج مايعرف بالتنمية المحلية المستدامة يتوزع في عدة محاور . فالجمعية – كما يؤكد رئيسها – تشتغل حاليا في اتجاهات متعددة ، من أهمها الاهتمام بالعنصر البشري ، الطفل وإدماج المرأة في التنمية المستدامة ، بما فيها البيئة وتعميم التمدرس وتأسيس خزانة لنشر المعرفة وتثقيف أبناء القرية فبالنسبة لإدماج المرأة كان رهانا لدى الجمعية منذ البداية ، حاولوا من خلاله الاهتمام بالمرأة في هذا الوسط القروي وإيصال الماء إلى المنازل ، فكان هذا الثقل في معظمه بمشاركة المرأة وعلى عاتقها ، وبالتالي عرفت المرأة المحلية معنى الحرية والمشاركة في العمل الاجتماعي ، واستطاعت توفير أربع ساعات من العمل المضني يوميا لجلب المياه من الآبار البعيدة ، وتم التفكير معها في استثمار فائض الأربع ساعات في عمل يعود عليها بالنفع ، وهي مقاربة استثمار للوقت يشتغلون بها لصالح تنمية حاجيات أهالي القرية وترجمتها إلى مشاريع لتستغل من طرف السكان أنفسهم .
وتتحدد المشاريع التنموية الهامة التي أنجزتها هذه الجمعية بقرية " أولاد ميمون " ، في مركب سوسيوثقافي ، يعتبر حاليا من أحسن المركبات داخل الوسط القروي ، وهو مركب قل نظيره حتى في وسط المدن ، أنجزته الجمعية بشراكة مع قطاعات أخرى ، و "هذا المركب حاليا هو فضاء لتعلم الحرف كالطرز والفصالة والخياطة والطبخ ، وتحسيس السيدات بقضايا تنظيم الأسرة والتوعية القانونية للنساء ، بالإضافة إلى استفادتهن من دروس محو الأمية الأبجدية والوظيفية والإعلاميات " يقول محمد بنداود الكاتب العام بالنيابة للجمعية. وفي نفس الآن كان الرهان على دعم مجال الطفولة ، فقد كشفت دراسة أنجزتها الجمعية أن تعثر التلاميذ في سن مبكرة يعود إلى كون الطفل القروي لا يلتحق بالمدرسة إلا في سبع سنوات ، في حين أن طفل المدينة يلتحق في الثلاثة أو الأربع سنوات بما يسمى برياض الأطفال ، فقامت بتأسيس روض لأطفال القرية بإمكانيات ذاتية ، فوجدت أنه بعد تأسيس هذا الروض والتحاق الأطفال المحليين به ، أصبح مستواهم الدراسي مرتفعا وجيدا ، وتفتخر هذه القرية حاليا أن أطفالها في مستوى التعليم الإعدادي يحصلون على نقط جد متميزة ، وفي نفس الوقت الذي أسست فيه أول خزانة قروية عمرها الآن يتجاوز سبع سنوات انطلاقا من المقاربة الاجتماعية التي تبنتها الوزارة في مجال دعم الخزانات ، وكان الشعار الذي رفعته هذه الجمعية هو " ساهم بكتاب لتقرأ مائة كتاب " ويصل العدد الحالي لمحتوياتها إلى 3000عنوان في متناول القارئ المحلي بهذه القرية