شجرة الأركان
الأركان
تعرف «شجرة الأركان وثمارها والزيت الثمين الذي يستخرج منها، بخصائصها الطبّية والغذائية والتجميلية العديدة.
وزيت الأركان من أندر أنواع الزيوت في العالم لضآلة المساحات الموجودة فيها أشجاره، ومنها غابات في منطقة جبال الأطلس جنوب غربي المغرب.
وفي دائرة نصف قطرها 160 كيلومتراً في منطقة وادي سوسة تنبت حوالى 21 مليون شجرة، هي كل ما ينتج في العالم من ثمار الأركان التي يستخرج منها الزيت.
يدرك الرجال والنساء الذين يعيشون في مئات القرى في المنطقة قيمة أشجار الأركان الفريدة. ويرعى الرجال قطعانهم الصغيرة من الماعز في الأرض المشاع التي تنبت فيها معظم الأشجار. ومن الغريب أن كلّ المحاولات لاستنبات الشجرة في المعامل أو في التربة من فروعها أو بذورها باءت بالفشل.
الجميع في المغرب يقولون إنها شجرة يكتنفها الغموض. حاول كثير من الخبراء والعلماء والمزارعين أن يزرعوا هذه الشجرة، لكن للأسف لم ينجحوا.
ويعتبر البربر شجرة الأركان التي يقال إن عمر الواحدة منها يصل الى قرنين، عنصراً محورياً لحياتهم، وهم يحرصون على الحفاظ عليها من أجل الأجيال التالية. وثمّة مخاوف من أن يهدّد تزايد اهتمام العالم الخارجي بقاء شجرة الأركان. ويكمن التهديد في محاولات لإنتاج الزيت بكميّات كبيرة.
ويستخرج زيت الأركان من لبّ ثمار الشجرة التي تعصر بين حجرين ضخمين في عملية بطيئة وشاقّة. ويستخرج كيلوغرام واحد من الزيت من كلّ 100 كيلوغرام من لبّ الثمار.
وتستخدم نساء البربر زيت الأركان في العديد من الأغراض منها العلاج والطهي والتجميل وصنع الصابون وكوقود للمصابيح.
وتتوارث نساء البربر في جنوب غربي المغرب منذ قرون أسرار زيت الأركان، في الحفاظ على نضارة البشرة وعلاج السرطان وأمراض القلب والشرايين والروماتيزم والبروستانا، وأمراض الأطفال والأمراض الجلديّة.
ولم يكن زيت الأركان في الماضي يحظى باهتمام واسع النطاق حيث كان يعتبر منتجاً ريفياً بسيطاً. لكن الاقبال عليه تزايد بعد أن اكتشفت شركات أجنبية كبيرة أنه «معجزة» عند استخدامه في المستحضرات المقاومة للشيخوخة. كما تتهافت عليه شركات المواد الغذائية كمنافس قوي لزيت الكمأة البيضاء.
وتنبّهت الحكومة المغربية الى الخطر الذي يهدّد التوسّع في استغلال أشجار الأركان، وهي بصدد إصدار تشريع لحمايتها باعتبارها جزءاً مهمّاً من التراث المحلّي.
وقال عبد السلام بيكرات محافظ الصويرة، إن الحكومة المغربية على دراية بالمشكلة وتبذل أقصى جهد بالاشتراك مع وكالات خارجية مثل الاتحاد الأوروبي بصورة خاصة، من أجل حماية هذه الغابة الفريدة