الموسم الديني تاعلات بهلال تسكدلت بدائرة أيت باها

الموسم الديني تاعلات بهلال تسكدلت بدائرة أيت باها

موسم "تعلاّط" في إقليم اشتوكة أيت باها أشهرعلى الإطلاق في المغرب والذي يقام في شهر مارس (سيقام موسم هذه السنة يوم الخميس 18 حيث يجتمع عشرات المئات من طلبة المدارس العتيقة ويتلون فيها القرآن جماعات طيلة يوم الخميس وليلة يوم الجمعة في أجواء روحانية نادرة

فاطمة تاعلات الإيلالنية
فاطمة بنت محمد من بني علا الهلالية

واما نسبها فندكره فهي رحمها الله هلالية الاصل كما قال الامام الحضيكي من بني عبلي فرع من بني الحسن وبنو الحسن فرع من بني تاسكدلت وبنو تاسكدلت فرع من بني ظريفة وبنو ظريفةنسبهم هكدا " اولاد ظريفة بن تكنت بن الوئ بن وضف بن انصفيان بن اعراب بن الالن بن غفير بن حسان بن ثابت بن عباس بن عبد الله بن جعفر ..انتهئ ومن قال غير هدا فقد افترئ افتراء بعيدا..

هي السيدة فاطمة بنت محمد، هلالية الأصل، من بني عبلي، وبنو عبلي فرع من بني الحسن الذين ينتهي نسبهم إلى عبد الله بن جعفر. كانت –رضي الله عنها– رابعة زمانها، عالمة عجيبة الحال، من الصالحات القانتات الصابرات الخاشعات، الذاكرات لله كثيرا، العابدات، قد انتشر صيتها، وعم بلاد السوس والغرب، وأثنى عليها الناس، ذاع ذكرها بالولاية والصلاح عند الخاصة والعامة، وتؤثر عنها كرامات كثيرة لا يسع المجال لتفصيلها.

وشهد لها بذلك أكابر العلماء العاملين وأهل الخير والمحبة والدين، من ذلك أن الشيخ العالم، الخاشع الناسك، الغارق في محبة النبي صلى الله عليه وسلم سيدي امحمد بن الصالح، الملقب بالمُعطى البجعدي كتب إليها يسلم عليها ويطلب منها الدعاء.

وقال عنها الفقيه محمد بن أحمد البوقدوري: "ومن كرامات هذه الولية الصالحة أن الفقراء الناصرين يزورونها كل عام في أول فبراير، فإن أجدبت السنة صلوا صلاة الاستسقاء، وإلا فلا. وكانوا يبيتون فيها ليلة الجمعة، ويحيون تلك الليلة بالذكر والمذاكرة.." كانت متزوجة برجل من أيت علا وعقد نكاحها مؤرخ تأريخا عجيبا ففي آخر وثيقة نكاحها كتب: "انتهى في اليوم الثاني عشر من الشهر الثاني عشر من العام الثاني عشر من القرن الثاني عشر من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.

ومما حكاه الرواة عن زوجها، حين أراد أن يمشي إلى الحج، فقالت له هذه الولية الصالحة:" إذا هاج البحر واشتدت الرياح، ولم تستقر السفينة، فنادني باسمي، فنهرها ولم يبال بكلامها، ثم إنهم اشتد بهم البحر والريح ذات يوم، وتلاطمت الأمواج، وأيقنوا بالغرق، ثم تفكر تلك الكلمة التي قالتها له هذه الولية، فناداها باسمها، فرآها قادت السفينة تمشي فوق الماء، حتى قطعت بهم البحر بلا مشقة ولا محنة".

فقد ماتت رحمة الله علينا وعليها سنة 1207هـ، هـ أي بعد وفاة السلطان المولى يزيد العلوي بسنة واحدة والذي توفي قبلها سنة 1206 هـ، وكانت معمرة ومسنة حيث عاشت قرنا كاملا، حتى تجاوز عمرها أكثر من 110 سنة وقد تزوجها رجل من بني عل ودار ابيها "بمدشر امينتكاض"

وذكر الفقيه البوقدوري أن السيدة تاعلات تركت قصائد شعرية أمازيغية سوسية، في موضوع التوسل والإرشاد ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنها هذه المنظومة الرائعة المنقولة من رسالة للباحثة الأستاذة خديجة كمايسين، وفيها حوالي 50 بيتا شعريا، وفيما يلي مطلع هذه المنظومة: أصالي على محمد الرسولي إيهوزا إيكنوان إيهوزا العرشي إيهوزكن أيا حبيب الرسولي نوزن تيبراتين أيي داك تلكمي أويدا رانين نرا أداون إينيخ إيدا الواصيات أمودو نراتي أتامنم سربي دنابينخ أوري لي ماتيلكمن نتان أداون مليخ الترجمة إلى اللغة العربية الصلاة على محمد الرسول هزت السماوات وهزت العرش وهزتكم أيها الحبيب الرسول بعثنا الرسائل للقدوم طرا إلينا أيها المريدون نود أن نترك هذه الوصايا فمقصدنا الرحيل أن تؤمنوا بالله ونبينا فليس من يدرك مقامه فاتخذوه دليل يقام إزاء ضريحها موسم ديني حافل،

وأما تاريخ تأسيسه، فقد أسس عام خمسة وخمسين ومائتين وألف من الهجرة، والمؤسس له القائد المسمى الحاج أحمد إكني الحاحي الذي نزل بتارودانت وتدسي، وأثر أطلال داره باقية بتدسي. وعلى هذا فقد كان بين موتها وبين تأسيس موسمها 48سنة.

ومنذ تأسيسه وهو زاخر بتلاوة كتاب الله عز وجل، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأتون إليه من كل فج عميق، ويعكفون على قراءة القرءان ليلا ونهارا، لا سيما ليلة الجمعة، فإنهم يحيونها بترتيل القرءان بتحزابت من صلاة العشاء إلى صلاة الصبح، فلا تنقطع ولو مقدارا قليلا من الزمان