أول مشروع تجريبي تابع لمبادرة Desertec في المدينة المغربية ورزازات

أول مشروع تجريبي تابع لمبادرة Desertec في المدينة المغربية ورزازات

طاقة الصحـــراء .. الخيال الممكن والعلم المحير

على رغم ذلك، تُعتبر الطاقة الحرارية الشمسية المستوردة من أفريقيا المكمّل المثالي لخليط الطاقة الألماني، إذ لا يمكن الاعتماد على الرياح، مصدر الطاقة المتجددة الأبرز في أوروبا. أما الشمس، فهي دوماً ساطعة في أفريقيا

تخزين الحرارة المستمدة من الطاقة الحرارية

يمكن تخزين الحرارة المستمدة من الطاقة الحرارية الشمسية قرابة الأربع والعشرين ساعة من دون خسارة تُذكر، ذلك باللجوء إلى وسيط مثل الملح السائل الحار. ويمكن استخدام هذه الطاقة خلال الليل أو عندما تحجب الغيوم الشمس. إذاً، تستطيع محطات الطاقة الحرارية الشمسية، على غرار محطات الطاقة النووية، تغطية ما يُسمى (الحمل الأساسي) (الحد الأدنى المطلوب من الطاقة المنتجة لسد طلب المستهلكين المتوقع)، حسبما يوضح المهندس فرانز تريب من مركز الفضاء الألماني، مؤكداً أن هذا ما يجعلها أهم من طاقة الرياح.
حذّر النقاد في البداية من أن كثبان الرمل المتحركة قد تطمر المرايا الشمسية وأن العواصف الرملية قد تخدش سطحها، ما يجعلها عديمة القيمة. لكن هذه المخاوف لا أساس لها من الصحة، بحسب تريب. ويشير إلى أن 80% من الصحاري لا كثبان فيها وأن القيمين على هذا المشروع سيتفادون بالتأكيد طرق ترحال البدو. ولعل المواقع المثلى لبناء محطات الطاقة الشمسية الهضاب البعيدة عن الساحل، حيث تحمل أشعة الشمس طاقة تفوق ما تحمله في إسبانيا بنسبة 20% في الهكتار الواحد. لذلك يقول راينر أرينغوف، مدير العمليات في Desertec: (كلما اقتربنا إلى الله، ازدادت أشعة الشمس قوة).
يأمل أرينغوف أن يُبنى أول مشروع تجريبي تابع لمبادرة Desertec في المدينة المغربية ورزازات الواقعة على الطرف الجنوبي من جبال أطلس. فمن الممكن في هذا الموقع استخدام الهواء بدل الماء كوسيلة تبريد، أمر ذو فائدة كبرى في الصحراء الكبرى، إلا أنه سيزيد الكلفة بنسبة 5% إلى 10%.
يقول راينر كيستنر، رئيس قسم الطاقة الشمسية في شركة Ferrostaal: (نتحدث عن مشاريع حقيقية، لا مجرد رؤية). يقع مقر هذه الشركة في مدينة إسن الألمانية الغربية، وهي تتولى راهناً بناء وحدة ثالثة في محطة Andasol للطاقة الشمسية في الصحراء الإسبانية قرب غرناطة. تعمل هذه المحطات وفق مبدأ اكتشفه المصريون قبل مئة عام: أحواض قطع مكافئ (Parabolic troughs) تُصنع من مرايا تولّد بخاراً يشغّل مضخات ماء.

اعمال سهلة

يعمل أوليفر فوربراغ مراقباً لشركة الطاقة الشمسية الألمانية Flagsol في محطة Andasol. فيتنقل بين صفوف المرايا بسيارته الفضية، فيما تظهر وراءه قمم سييرا نيفادا المكللة بالثلوج (يصل ارتفاعها إلى 3 آلاف متر). يرن هاتفه الخليوي كل خمس دقائق تقريباً، فتعلو موسيقى فيلمOnce Upon a Time in the West. ويعتبر فوربراغ أن هذا اللحن ملائم جداً لوظيفته الراهنة، بما أن أجزاءً من الفيلم صُورت عند سفح جبال سييرا نيفادا.
راح العمال يعدون أسس أبراج التبريد، فيما عمل التقنيون على وصل الأنابيب معاً وتلحيمها. يوضح فوربراغ أن الدقة ضرورية خلال عملية التجميع والإعداد. لكن ما إن تنتهي مرحلة البناء وتبدأ المحطة بإنتاج الكهرباء، يصبح (العمل سهلاً) وفاعلاً بالتأكيد. تحتاج المحطة إلى خمسة أشهر تقريباً لتعوّض الطاقة المستهلكة خلال عملية تشييدها. وبعد ذلك، يأمل فوربراغ بأن تواصل إنتاج الكهرباء لخمس وعشرين أو ثلاثين سنة.

إضافة إلى أحواض التخزين، يحتاج مشروع Desertec إلى كابلات تنقل الكهرباء إلى المراكز السكانية الأوروبية. ستشكّل هذه الكابلات خطوط نقل تيار مباشر عالي الفولتية تستطيع حمل الكهرباء مسافة ألف كيلومتر بخسارة تقل عن 3%.
لا شك في أن الكلفة باهظة. مثلاً، سيكلّف الكابل الذي يمتد على مسافة مئتي كيلومتر ويصل محطة Bard لاستغلال طاقة الرياح في بحر الشمال بالشبكة الألمانية نحو 300 مليون يورو. ولنقل الكهرباء التي يزعم مشروع Desertec أنه سيولدها في الصحراء الكبرى من أفريقيا إلى أوروبا، يلزم نحو 80 إلى 100 من هذه الكابلات.
يوضح يوتشن كروسل من مجموعة ABB، التي أعدت كابل Norned: (لن يحقق مدّ هذه الكابلات في البحر الأبيض المتوسط الأرباح دوماً. فعلى المجتمع تأمين الظروف الأساسية الملائمة}، كي يصبح وجود هذه الكابلات منطقياً من الناحية الاقتصادية.
مثلاً، اشتعل قبل سنوات خلاف بين فرنسا وإسبانيا بشأن إنشاء كابل عالي الفاعلية في جبال البيرينيه. ويُظهر هذا الخلاف مدى صعوبة إقامة هذه الكابلات. علاوة على ذلك، تعيق مبادرات المواطنين أو تؤخر باستمرار المشاريع الجديدة في مختلف أنحاء أوروبا. وعن هذه المشكلة يقول يورغن شميد، مدير معهد فراونهوفر: (يتطلب توسيع خط في ألمانيا 15 سنة، بما في ذلك إجراءات الاستملاك. وقد تؤدي هذه العقبة إلى انهيار المشروع بأكمله).
عندما احتسب معهد Wuppertal للمناخ والبيئة والطاقة العائدات المتوقعة في أفضل الأحوال لشركات الطاقة الشمسية الألمانية بحلول عام 2050، توصّل إلى رقم خيالي: تريليونا يورو

» شباب المدينة ورزازات والمشاريع السينمائية الضخمة التي تعرفها
» ورزازات مشروع تربية الماعز الحلوب
» حلم لفك العزلة عن ورزازات مشروع نفـق تيشكا
» مشروع نفق بممر تيزينتيشكا بين ورزازات ومراكش
» مشروع كبير لترميم قصبات قديمة باقليم ورزازات